@ 148 @ من غير ايذان بحرب ولكنه ما زال أمره يتناقص ولا سيما بعد مبايعة السيدين الأعظمين محمد بن الحسن بن القاسم وأخيه أحمد ابن الحسن للمتوكل على الله فانه ضعف جانب احمد غاية الضعف ولم يتقاعد عن القيام بالدعوه وتجهيز الجيوش ووقعت حروب قتل فيها جماعة قليلة ثم ارتحل أحمد الى عمران ثم الى ثلا وأحيط به فيها فجرى الصلح على أن يقع الاجتماع بين الاخوين ومن غلب الاخر فى العلم استقل بالامامة فظهر فضل صاحب الترجمة فبايعه اخوه أحمد ثم بايعه الناس الذين معه وسكنت الأمور وأما السيد ابراهيم فما زال أمره يضطرب فتارة يبالغ وتارة يظهر بقاءه على دعوته وتكرر منه ذلك ولم يكن معه ما يعول به من جند ولا أتباع وصارت اليمن جميعها تحت طاعة صاحب الترجمة وصفا له الوقت وقهر الأضداد ولم يبق له مخالف وكان أكبر رؤساء دولته ابن اخيه محمد بن الحسن بن القاسم فانه كان يقبض حواصل أحسن البلاد ثم بعده أحمد ابن الحسن بن القاسم وكان مجاهدا ويبعث به الامام الى الأقطار النائية للغزو فيظفر ويعود وقد دوخ ما بعثه اليه كما فعل لما بعثه المتوكل الى يافع فانه استولى عليها جميعا وقهر سلاطينها وفتح حصونها ودخلوا تحت طاعته وكذلك فعل مرة بعد مرة ثم وجهه الى عدن ولحج وأبين ففعل فيها كما فعل في يافع وكذلك توجه إلى حضرموت فافتتحها بعد فراغه من افتتاح يافع وأذعنت هذه البلاد كلها بالطاعة لصاحب الترجمة ولم ير الناس احسن من دولته فى الأمن والدعة والخصب والبركة وما زالت الرعايا معه فى نعمة والبلاد جميعها مجبورة كثيرة الخيرات وكثرت أموال الرعايا وكل أحد امن على ما فى يده لعلمه بان الامام سيمنعه عدله