@ 310 @ الصحيح ويؤيده وينصره ولا يخالفه أصلا وإذا عرف هذا فقد يقال ما ورد من الأدلة الدالة على العظمة وكبر الذات ليس بينها وبين ما قيل أنه يعارضها منافاة ولا معارضة بل جميع ذلك حق والجمع بين ذلك كله سهل يسير بعد العلم بإثبات الأفعال الاختيارية وأن الله هو الفعال لما يريد وهو الفاعل المختار يفعل ما يشاء ويختار لا إله غيره ولا رب سواه وقالت طائفة ثالثة نحن لا نوافق الطائفة الأولى ولا الثانية بل نقول ينزل كيف يشاء غير مثبتين للخلو ولا نافين له بل مقتصرين على ما جاء في الحديث سالكين في ذلك طريقة السلف الصالح وقد روى أبو الشيخ عن اسحق ابن راهويه قال سألني ابن طاهر عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم يعني في النزول فقلت له النزول بلا كيف وروى الأوزاعي عن الزهري ومكحول أنهما قالا امضوا الأحاديث على ما جاءت وقال الأوزاعي ومالك والثوري والليث بن سعد وغيرهم من الأئمة أمروا الأحاديث كما جاءت بلا كيف ولبسط الكلام في هذا موضع آخر والله سبحانه وتعالى أعلم قال المعترض .
الباب الثالث فيما ورد في السفر إلى زيارته صلى الله عليه وسلم صريحا وبيان أن ذلك لم يزل قديما وحديثا وممن روى ذلك عنه من الصحابة بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم سافر من الشام إلى المدينة لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم روينا ذلك بإسناد جيد إليه وهو نص في الباب وممن ذكره الحافظ أبو القاسم بن عساكر بالإسناد الذي