@ 305 @ وغيره وقد قال في النزول كما قال مالك رحمه الله في الاستواء وهكذا القول في سائر الصفات وقد اختلف المثبتون للنزول هل يلزم منه خلو العرش منه أم لا ونحن نشير إلى ذلك إشارة مختصرة فنقول قالت طائفة لا يلزم منه خلو العرش بل ينزل إلى سماء الدنيا وهو فوق العرش قالوا وكذلك كلم موسى من الشجرة وهو فوق عرشه وكذلك يحاسب الناس يوم القيامة ويجيء ويأتي وينطلق وهو مع ذلك كله فوق العرش لأنه سبحانه اكبر من كل شيء كما دل عليه السمع والعقل وهو العلي العظيم فلا يزال سبحانه عليا على المخلوقات كلها العرش وغيره في كل وقت وفي كل حال من نزول وإتيان وقرب وغير ذلك فلو خلا منه العرش حال نزوله لكان فوقه شيء وكان غير عال وهذا ممتنع في حقه سبحانه لأن علوه من لوازم ذاته فلا يكون غير عال أبدا ولا يكون فوقه شيء أصلا وقالت طائفة أخرى بل خلو العرش منه من لوازم نزوله فنقول ينزل إلى سماء الدنيا ويخلو منه العرش إذا نزل لأن النزول الحقيقي يستلزم ذلك والقول بإثبات النزول مع كونه فوق العرش غير معقول وكذلك القول بأنه يحاسب الناس يوم القيامة في الأرض وأنه يجيء ويقبل ويأتي وينطلق ويتبعونه وأنه يمر أمامهم وأنه يطوف في الأرض ويهبط عن عرشه إلى كرسيه أو غيره ثم يرتفع إلى عرشه كما ورد هذا كله في الحديث وأنه كلم