@ 304 @ إلى سماء الدنيا وكذلك هم مجمعون على إثبات الإتيان والمجيء وسائر ما ورد من الصفات في الكتاب والسنة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولم يثبت عن أحد من السلف أنه تأول شيئا من ذلك وأما المعتزلة والجهمية فإنهم يردون ذلك ولا يقبلونه وحديث النزول متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عثمان بن سعيد الدارمي هو أغيظ حديث للجهمية وقال أبو عمر بن عبد البر هو حديث ثابت من جهة النقل صحيح الإسناد لا يختلف أهل الحديث في صحته وقال سليمان ابن حرب سأل بشر بن السري حماد بن زيد فقال يا أبا اسمعيل الحديث الذي جاء ينزل الله إلى السماء الدنيا يتحول من مكان إلى مكان فسكت حماد ثم قال هو في مكانه يقرب من خلقه كيف يشاء وقال اسحق بن راهويه جمعني وهذا المبتدع يعني إبراهيم بن صالح مجلس الأمير عبد الله ابن طاهر فسألني الأمير عن أخبار النزول فسردتها فقال إبراهيم كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء فقلت آمنت برب يفعل ما يشاء قال فرضي عبد الله كلامي وأنكر على إبراهيم وسأل رجل عبد الله بن المبارك عن النزول فقال يا أبا عبد الرحمن كيف ينزل فقال عبد الله كدخداي خويش كد ينزل كيف يشاء وقال أبو الطيب أحمد بن عثمان حضرت عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن الله ينزل إلى سماء الدنيا فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علو فقال أبو جعفر الترمذي النزول معقول والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأبو جعفر هذا اسمه محمد بن أحمد بن نصر وكان من كبار فقهاء الشافعية ومن أهل العلم والفضل والزهد في الدنيا أثنى عليه الدارقطني