@ 299 @ من الفقهاء والمحدثين وغيرهم أن الروح ذات قائمة بنفسها لها صفات تقوم بها وأنها تفارق البدن وتصعد وتنزل وتقبض وتنعم وتعذب وتدخل وتخرج وتذهب وتجئ وتسأل وتحاسب ويقبضها الملك ويعرج بها إلى السماء ويشيعها ملائكة السموات إن كانت طيبة وأن كانت خبيثة طرحت طرحا وأنها تحس وتدرك وتأكل وتشرب في والبرزخ من الجنة كما دلت عليه السنة الصحيحة في أرواح الشهداء خصوصا والمؤمنين عموما ومع هذا فلها شأن آخر غير شأن البدن فإنها تكون في الملأ الأعلى فوق السموات وقد تعلقت بالبدن تعلقا يقتضي رد السلام على من سلم عليه وهي في مستقرها في عليين مع الرفيق الأعلى وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء على موسى قائما يصلي في قبره ثم رآه في السماء السادسة ولا ريب أن موسى لم يرفع من قبره تلك الليلة لا هو ولا غيره من الأنبياء الذين رآهم في السموات بل لم تزل تلك منازلهم من السموات وإنما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء في منازلهم التي كانوا فيها من حين رفعهم الله سبحانه إليها ولم تكن صلاة موسى في قبره بموجبه مفارقة روحه للسماء السادسة وحلولها في القبر بل هي في مستقرها ولها تعلق بالبدن قوي حتى حملة على الصلاة وإذا كان النائم تقوى نفسه وفعلها في حال نوم حتى تحرك البدن وتقيمه وتؤثر فيه بفما الظن بأرواح الأنبياء وقد ثبت في