@ 298 @ بطلان تأويل قوله إلا رد الله علي روحي بأن معناه إلا وقد رد الله علي روحي وأن ذلك الرد مستمر وأحياه الله قبل يوم النشور وأقره تحت التراب واللبن فيا ليت شعري هل فارقت روحه الكريمة الرفيق الأعلى واتخذت بيتا تحت الأرض مع البدن أم في الحال الواحد هي في المكانين وهذا التأويل المنقول عن البيهقي في هذا الحديث قد تلقاه عنه جماعة من المتأخرين والتزموا لأجل اعتقادهم له أمورا ظاهرة البطلان والله الموفق للصواب وأما الجواب الثاني وهو أن هذا رد معنوي فإن الروح مشتغلة بالحضرة الشريفة والملأ الأعلى عن هذا العالم فإذا سلم المسلم عليه التفت إليه لرد سلامه فهذا الجواب فيه نوع من الحق لكن صاحبه قصر فيه غاية التقصير مع انه لا يصح على أصل شيوخه ومتبوعيه في علم الكلام فإن الروح ليست عندهم ذاتا قائمة بنفسها منفصلة عن البدن حتى تكون في الملأ الأعلى والبدن في القبر بل هي عندهم عرض من أعراض البدن كحياته وقدرته وسمعه وبصره وسائر صفاته وحياة البدن مشروطة بها وموته قطع هذه الصفة عنه وزعم كثير منهم أن العرض لا يبقى زمانين فعلى هذا لا تزال الأرواح متجددة فتعدم روح وتحدث أخرى بدلها وهذا قول باينوا به سائر العقلاء كما خالفوا به المعلوم يقينا من أدلة الشرع وإنما يجئ هذا على قول جمهور العقلاء سواهم وقول أهل السنة