@ 70 @ حنيفة رضي الله عنه وجعل الجواب يكون من غيره فقال رجل منهم يدك المبسوطة عليهم وقولك المقبول فيهم فإن عفوت فأهل العفو أنت وإن عاقبتهم فيما يستحقون فقال المنصور لأبي حنيفة ما تقول أنت يا شيخ فقال ألسنا في خلافة نبوة وأمان قال بلى قال إنهم شرطوا لك ما لا يملكون وشرطت عليهم ما ليس لك فإن اخذت ما لا يحل فشرط الله احق ان يوفى به فقال قوموا فقاموا فتفرقوا ثم أحضرهم فقال لأبي حنيفة يا شيخ إني فكرت فيما قلت فإذا القول كما قلت انصرف إلى بلادك ولا تفتي الناس بما يكون فيه شين على إمامك فتبسط على أيدي الخوارج .
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال حدثني محمد بن يحيى الصولي قال سمعت أبا خازم القاضي يقول قال أبو حنيفة كنا نأتي حماد بن أبي سليمان فلا ننصرف من عنده إلا بفائدة فجئناه يوما فلم نفد منه شيئا إلا أنه قال إذا وردت عليك مسألة معضلة فاجعل جوابها منها فحفظت ذلك و انا لا أرى أنه شيء فلما كان بعده بدهر صرت إلى دار المنصور فخرج إلى الربيع الحاجب ممتحنا فقال أفتني في أمير المؤمنين يأمرني بقتل النفس وأخذ الأموال أعلي في طاعته شيء فذكرت قول حماد فقلت أليس يأمرك أمير المؤمنين بحق قال بلى قلت فافعل إذا امرك بذلك وأنت مأجور .
قال محمد ففعل شريك مثل ذلك فيما ثنا محمد بن علي الآخرى قال ثنا أبو العيناء حدثنا الجاحظ قال قال المهدي لشريك وعيسى بن موسى عنده لو شهد عنك عيسى كنت تقبله وأراد ان يغري بينهما فقال شريك من شهد عندي سألت عنه ولا نسأل عن عيسى إلا أمير المؤمنين فإن زكيته يا أمير المؤمنين قبلته فقلبها عليه .
أخبرنا أبو عبد الله المرزباني قال حدثني عبد الواحد بن محمد الخسيني قال ثنا ابو خازم القاضي قال تقلد الكوفة رجل من قبل أبي جعفر المنصور فأراد أذى أبي حنيفة فقال والله لأسألنه عن مسألة يكون سبب لقتله ثم أحضره على رؤوس الناس فقال إن أمير المؤمنين