@ 69 @ وان الخلافة تكون بإجماع أهل التقوى عليها والعون لمن وليها وانت وأعوانك كنتم خارجين من التوفيق عالين على الخلق فإن سألت الله السلامة وتقربت إليه بالأعمال الزاكية كان ذلك في نجاتك وإلا فأنت المطلوب قال فكنت أنا ومالك بن أنس نجمع ثيابنا نخاف ان يترشش علينا من دمه ثم قال لأبي حنيفة ما تقول قال المسترشد لدينه يكون بعيد الغضب إذا انت نصحت لنفسك علمت أنك لم ترد الله باجتماعنا وإنما أردت ان تعلم العامة انا نقول فيك ما تهواه مخافة سيفك وحبسك ولقد وليت الخلافة وما اجتمع عليك نفسان من اهل التقوى والخلافة تكون عن إجماع المؤمنين ومشورتهم فهذا أبو بكر يمسك عن الحكم ستة أشهر حتى أتته بيعة اهل اليمن فقال لمالك ما تقول قال لو لم يرك الله أهلا لذلك ما قدرلك ملك أمر الأمة وأزال عنهم من بعد من نبيهم وقرب هذا الأمر إلى أهل بيته أعانك الله على ما ولاك وألهمك الشكر على ما خولك وأعانك على ما استرعاك فأمرهم فانصرفوا ثم قال لي المنصور خذ معك ثلاث بدر واتبع القوم فإن اخذها مالك كلها فادفعها إليه وإن أخذ ابن أبي ذئب او ابو حنيفة شيئا فجئني برأسيهما فأتيت ابن أبي ذئب فقلت له فقال ما أرضى هذا المال له فكيف آخذه لنفسي وقال أبو حنيفة ما أنفع له إن كان يعطي من يرحم ان يرحم نفسه ممن يظلم والله لو ضرب عنقي عن ان امس منها درهما ما مسسته وأتيت مالكا فأخذها كلها فأتيت المنصور فأعلمته فقال بهذه الصيانة حقنوا دماءهم .
أخبرنا ابو القاسم عبد الله بن محمد الحلواني قال ثنا مكرم بن أحمد قال ثنا أحمد ابن محمد بن مغلس قال ثنا ابن أبي اويس قال سمعت الربيع بن يونس يقول سمعت المنصور يقول للفقهاء وفيهم أبو حنيفة أليس الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيح المؤمنون عند شروطهم فقالوا بلى فقال إن أهل الموصل شرطوا ان لا يخرجوا علي وقد خرجوا فقد أحل الله لي دماءهم وأموالهم فسكت أبو