@ 71 @ يأمرني بضرب الأعناق وسفك الدماء وأخذ الأموال وانتهاك المحارم أفأطيعه في ذلك أم أعصيه فقال له أبو حنيفة ما يأمرك به أمير المؤمنين طاعة لله ام معصيته قال لا بل طاعة لله فقال له ابو حنيفة أطع أمير المؤمنين أكرمه الله في كل ما كان طاعة لله ولا تعصه وخرج وأصحابه على الباب فقال لهم أراد الرجل ان يرهقنا فأرهقناه فإذا أتتكم معضلة فاجعلوا جوابها منها .
أخبرنا عمر بن ابراهيم وعبد الله بن محمد قال ثنا مكرم بن أحمد قال ثنا عبد الوهاب بن محمد قال خبرت عن عبيد بن إسماعيل قال بعث المنصور إلى أبي حنيفة وسفيان الثوري وشريك فأدخلوا عليه فقال لهم لم أدعكم إلا لخير وكتب قبل ذلك ثلاث عهود فقال لسفيان هذا عهدك على قضاء البصرة فخذه والحق بها وقال لشريك هذا عهدك على قضاء الكوفة فخذه وامض وقال لأبي حنيفة هذا عهدك على قضاء مدينتي وما يليها فخذه ثم قال لحاجبه وجه معهم أو كما قال فمن أبى فاضربه مائة سوط فأما شريك فأخذ عهده ومضى وأما سفيان فقال لعون كان وكل به هو ذا أخرج ودخل منزله فوضع الكتاب في طاق بيته وهرب إلى اليمن فيقال أن هشام بن يوسف وعبد الرزاق سمعا منه هناك ويقال إنه كان يحدثهم قائما على رجله خشية فحدثهم أربعة آلاف حديث فأما أبو حنيفة فلم يقبل العهد فضرب مائة سوط وحبس ومات في الحبس هكذا حدثنيه عبيد بن إسماعيل وقال عبد الوهاب سمعت محمد بن شجاع يقول سمعت شيخا يكنى أبا معشر يحدث بهذا الحديث فسألت الحسن بن أبي مالك عن ذلك فقال لي هذا مشهور من أمره ما زلنا نتذاكر هذا ونتحدث به قال جيء بأبي حنيفة إلى المنصور فأنزله قال فجاء الحسن بن عمارة فقال له يا أبا حنيفة قد احتجت إليك وإلى رأيك اليوم قد أمر لي بجائزة وذكر ألوف دراهم فإن لم أقبلها خشيت ان أقتل فاحتل لي في صرفها عني قال وأمر لأبي حنيفة بعشرة آلاف درهم وكان المتولي لإعطاء ذلك الحسن بن قحطبة فلما أحس أبو حنيفة بأنه يرسل بها إليه أصبح لا يكلم احدا كأنه مغمى عليه فأتى في ذلك اليوم بالدراهم فجاء بها رسول الحسن بن قحطبة فدخل بها عليه فقالوا له ما تكلم اليوم بكلمة فقال كيف أصنع قالوا أنظر ما ترى