@ 188 @ .
وحكى الثقة أن سبب انتقاله إلى اليمن أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأمره أن ينتقل إليه وخص بذلك مدينة تعز وكانت له معرفة في علم الأسماء ويحكم على الجن فمن ذلك ما قيل أن مسجد دار الدملوة المشهور بمغربه تعز حدثت فيه وحشة على أهله فلم يستطيعوا دخوله ليلا فشكوا ذلك إلى الشيخ عبد العليم فكتب لهم حروفا مقطعة بورقة وأمرهم أن يلصقوها ببعض جدران المسجد ففعلوا ذلك وزالت الوحشة من ذلك المسجد وقيل إن ذلك فعل ابن فاتك الآتي ذكره .
وكان هذا الشيخ عبد العليم من الأئمة المحققين لعلوم كثيرة ومن الصالحين المفتوح عليهم بالمعارف والكرامات مخصوص من الله تعالى بسر يحصل له منه الكشف فكانت تلتقط كلماته فتظهر على الصواب في كل الحالات وإذا أخبر عن شيء فكأنه يرى بنور الله تعالى لصحة ما يخبر به .
ومن كراماته ما أخبرني سيدي الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الجبرتي قال أخبره والده عن والده علي الجبرتي قال كنت أصحب الشيخ عبد العليم وأتبعه بالمشي حيث يمشي وأتخلق بأخلاقه وكان عنده بستان في المداجر حوله شيء من شجر العرصم فوجدت الشيخ عفيف الدين يأكل العرصم فقلت له يا شيخ لا تأكل هذا فإنه مر لا يصلح للأكل فقال الشيخ عبد العليم هو حلو فكل معي وأعطاه ثلاث حبات فقال الشيخ شمس الدين علي الجبرتي فتكلفت على أكلها طاعة له فأكلتها فوجدتها أحلى من العسل وأطيب من كل شيء من الفواكه فلازمته ليزيدني فامتنع فاقتطفت لنفسي منه حبة وأكلتها فوجدت طعمها مرا كالعلقم .
ومن كراماته ما حكى الثقة أنه كان بمدينة تعز رجل ينم على الناس إلى السلطان فشكوه إلى الشيخ عبد العليم فطلبه وألزمه يطلع المنارة وينعي نفسه لليوم الثاني