@ 186 @ وأضيفت إليه الخطبة بجامع المغربة فكان يخطب فيه فترق القلوب لوعظه وتسكب عند ذلك الدموع لخروجه من قلب محشو بالمعارف الربانية والعلوم القدسية والأنوار الإلهية أجمع أهل عصره على صلاحه وتبركوا بمواقع أنامله وأخبر كل من عرفه أنه ولي من أولياء الله تعالى وكان ممن تصدر للفتوى بحياة الإمام الريمي وكان بحضرته جماعة من العلماء فقدم سائل بسؤال على الإمام الريمي فأمره أن يتقدم به إلى الإمام عفيف الدين عبد الله بن صالح فلما وصل إليه أمر برده إلى الإمام الريمي واعتذر عن الجواب فتشفع صاحب السؤال وأقسم على الفقيه عفيف الدين أنه يجيب عليه فأجاب له جوابا شافيا فرجع به إلى الإمام الريمي فنظره واستحسنه وقال الفقيه عفيف الدين قليل القراءة ثبت في الجواب موفق للصواب والظاهر أن معه ملكا يلقنه الحق وظهرت له كرامات في حياته وبعد موته فأما في حياته فمن ذلك ما أخبرني القاضي جمال الدين محمد بن داؤد الوحصي قال أخبرني الثقة أن الإمام عفيف الدين عبد الله بن صالح جاء رجل إليه يشكو عليه الحمى فدعا له ونفخ عليه فشفي تلك الساعة وأخبرني الثقة عن القاضي وجيه الدين عبد الرحمن بن محمد العرشاني قال كنا نقرأ كتابا عند الإمام عفيف الدين عبد الله بن صالح البريهي فقال لنا اجتهدوا نختم كتابكم يوم الخميس الأقرب فإنه لا سبيل إلى التدريس بعده يشير بذلك أنه يموت قال فاجتهدنا وختمنا الكتاب يوم الخميس وليس به مرض ثم توفي في الليلة الثالثة من ذلك اليوم رحمه الله تعالى ونفع به آمين .
وأما بعد موته فمن ذلك ما أخبر به الثقة أنهم لما فرغوا من غسله وتكفينه أجلسوه فبقي جالسا وحده بغير إمساك له إلى أن قرأ الحاضرون سورة يس وتبارك وأنه لما توفي صار في لحده موجها إلى القبلة سمعه بعض من حضر قبره أنه أو جماعة