@ 531 @ قائما انهدم في زماننا وأخذ منه حجارة كثيرة وبقي أولاد مسلمة بعده إلى دولة بني العباس ولما إجتاز الرشيد بهم برهم ووصلهم مجازاة لأبيهم لأنه كان يحسن إلى بني هاشم في أيام ولاية أخوته وكان لمسلمة قرى ومزارع بأعمال حلب إتخذها وعمرها أيام إقامته بالناحية المذكورة منها الحانوت وبها مات وتسمى في زمننا الحانوته .
وأما سليمان بن عبد الملك فإنه نزل دابق غازيا وأقام بها سنين ومات بها وبقي من أولاده بناحية حلب بعضهم فإنني قرأت في كتاب نسب بني العباس تأليف أبي موسى هرون بن محمد بن إسحق بن موسى بن عيسى الهاشمي قال حدثني علي بن عيسى بن محمد قال سمعت أبي يقول خرجنا مع أمير المؤمنين هرون رضي الله عنه ونحن نريد أن نغزو فمررنا بعسكرنا ونزلنا على نهر بين خساف وبين حلب يقال له سبعين فتحدث أمير المؤمنين مع قوم من بني هاشم من ساكني حلب وجاءوا بلغط من القول فقال لنا إني أريد أن أتفرد اليوم في مسيري فلا يدنو مني أحد إلا أنت .
قال فمضى غير بعيد فتنكب عن الطريق فبصر برجل حسن الوجه يمشي خلف فدان يحرث عليه وهو يبكي فقصده فإذا عليه فرو مقلوب الجلد على ظهر جسده والصوف إلى خارج فسلم عليه أمير المؤمنين وأعجبه حسن وجهه فقال اسقني يا فتى ماء فقال نعم يا سيدي ففزع إليه وترك الفدان وقال تصير معي إلى القرية فأسقيك ماء باردا فقال نعم فعدا بين يديه وهرون يتلوه حتى جاء القرية فأخرج مفتاحا ففتح بابا وخرجت منه صبية ظاهرة الوضاءة يبين عليها سوء الحال وأخرج قدحا فغسله ثم قال يا سيدي تشرب ماء على الريق هل لك أن