@ 532 @ تنزل عندي فتصيب ما حضر وتشرب على أثر طعامك فقال نعم فأنزله وأخذ فرسه فربطه وأضجع عجلة فذبحها واستخرج كبدها وأخرج دقيقا من كوز له فدفعه إلى جارة له تصير له منه فطيرا ومر إلى الفدان فحله وقد شوي الكبد وخرج الخبز من التنور فقدمه إلى أمير المؤمنين وجلس يأكل معه .
قال أبي ثم قام فجاءني من ذلك الفطير ومن تلك الشرائح اللحم فقال كل وعمد إلى ريحان كان على سطح بيته فوضعه بين يديه فقال أأتنشد من الشعر شيئا فأنشده من أشعار بني أمية وأنشده في زوال النعم فقال له حدثني حديثك فوالله ما وجهك بوجه زراع ولا بوجه من ربي في بؤس فأخبره أنه من ولد سليمان بن عبد الملك وأن هذه الصبية التي معه أخته وأن بعض المسالمة خطبها فأبى عليه وأنه هرب فنزل ها هنا فاستأجره وكيل القرية بعشرة دراهم على أن يفرد له بيتا يكون فيه وفدانه وأخته فبكى هرون وقال عمل صالح قبل الغزو فإنما النصر والتمكين بخوف الله وجاءت الخيول وحفت بالموضع وقيل أمير المؤمنين أمير المؤمنين فقال لا باس عليك لن ترع فكتب إلى الذي خلفه بالإحسان إلى بني أمية وإدرار العطاء عليهم ودفع إلى من إشترى له القرية التي هو بها .
قال قال أبي فرأيت أمير المؤمنين يبكي ويقول في سجوده إلهي إرحمني بقرابتى من محمد ولا تجعل محمدا خصمي وموبخي ولا تؤاخذ الأمة بذنوبي ثم صلى الظهر فركب فنزلنا حلب بعد المغرب وهرون منكسر متخليا بنفسه .
قوله وإن بعض المسالمة خطبها يريد بعض بني مسلمة بن عبد الملك وكانت منازلهم بالناعورة قريبا من سبعين .
وقرأت في ديوان العرب تأليف محمد بن أحمد الأسدي النسابة قال وأما