@ 54 @ .
واهتم الملك الظاهر أيضا بتحرير خندق الروم وهو من قلعة الشريف إلى الباب الذي يخرج منه إلى المقام وبنى ذلك الباب ولم يتمه فتم في أيام ولده الملك العزيز رحمه الله ثم يستمر خندق الروم من ذلك المكان شرقا ثم يعود شمالا إلى الباب الذي جدد أيضا في أيام الملك العزيز لصيق الميدان ويعرف بباب النيرب ثم يأخذ شمالا إلى أن يصل إلى باب القناة الذي يخرج منه إلى بانقوسا وهو باب قديم ثم يأخذ غربا من شمالي الجبل إلى أن يتصل بخندق المدينة .
وأمر الملك الظاهر برفع التراب والقائه على شفير هذا الخندق فيما يلي المدينة فارتفع ذلك المكان وعلا وسفح إلى الخندق وبنى عليه سور من اللبن في أيام الملك العزيز محمد رحمه الله وولاية الاتابك طغرل وأمر الحجارون بقطع الاحجار من الحوارة من ذلك الخندق فعمق واتسع وقويت به المدينة غاية القوة .
وأما قلعة الشريف فلم تكن قلعة بل كان السور محيطا بالمدينة وهي مبنية على الجبل الملاصق للمدينة وسورها دائر مع سور المدينة على ما هي الآن .
وكان الشريف أبو علي الحسن بن هبة الله الحتيتي الهاشمي مقدم الاحداث بحلب وهو رئيس المدينة فتمكن وقويت يده وسلم المدينة إلى أبي المكارم مسلم ابن قريش فلما قتل مسلم انفرد بولاية المدينة وسالم بن مالك بالقلعة على ما نشرحه في ترجمته فبنى الشريف عند ذلك قلعته هذه ونسبت إليه