@ 53 @ .
ولما قتل عزيز الدولة صار الظاهر وولده المستنصر يوليان واليا بالقلعة وواليا بالمدينة خوفا أن يجري ما جرى من عزيز الدولة .
فلما ملك بنو مرداس سكنوا في القلعة .
وكذلك من جاء بعدهم من الملوك وحصنوها لا سيما الملك الظاهر غازي فإنه حصنها وحسنها وابتنى بها مصنعا كبيرا للماء ومخازن للغلة ورفع باب القلعة وكان قريبا من المدينة ويصعد منه إلى باشورة هي موضع باب القلعة الآن .
ولها سور من موضع الباب الآن يدور في وسط التل إلى المنشار المتصل بباب الأربعين وكان في الباشورة مساكن لاجناد القلعة ورأيت في وسطه برجا كبيرا مبنيا فوق طريق الماء من القناة إلى الساتورة التي للقلعة وكان على ذلك البرج اسم الملك الصالح اسماعيل بن نور الدين محمود بن زنكي فخرب الملك الظاهر رحمه الله تلك الباشورة وسفح القلعة من أسفل الخندق إلى سورها الأعلى وكان قد بنى بعض السفح بالحجر الهرقلي وعزم على تسفيحها بذلك الحجر فحالت المنية بينه وبين أمله وصده عن مراده ما حضر من أجله وكان قد وسع الخندق الذي للقلعة وعمقه .
وبنى حائطه من جهة المدينة ورفع باب القلعة إلى مكانه الآن وعمل له هذا الجسر الممتد فجاء في غاية الحسن والحصانة وعمل بابا آخر كان إذا ركب ينزل منه وحده ويصعد ويغلق فلا يفتح الا له وهو باب الجبل الذي هو إلى جانب دار العدل وبنى الملك الظاهر سورا على دار العدل وفتح له بابا من جهة القبلة تجاه باب العراق وبابا من جهة الشرق والشمال على حافة الخندق كان يخرج منهما إذا ركب وبنى دار العدل لجلوسه العام فيها بين السورين السور العتيق الذي فيه الباب الصغير وفيه الفصيل الذي بناه نور الدين وبين السور الذي جدده إلى جانب الميدان