@ 55 @ في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة خوفا على نفسه من أهل حلب واقتطعها عن المدينة وبنى بينها وبين المدينة سورا واحتفر خندقا آثاره باقية إلى الآن ثم خرب السور بعد ذلك في أيام ايلغازي بن أرتق حين ملكها واستقل بملكها في سنة ست عشرة وخمسمائة فعادت من المدينة كما كانت .
وأما أبواب مدينة حلب فأولها باب العراق سمي بذلك لأنه يسلك منه إلى ناحية العراق .
ثم بعده إلى جهة الغرب باب قنسرين سمي بذلك لأنه يخرج منه إلى ناحية قنسرين وقد جدد في أيام السلطان الملك الناصر يوسف بن الملك العزيز أعز الله أنصاره وغير عن وضعه ووسع وعمل عليه أبرجه عظيمة ومرافق للاجناد حتى صار بمنزلة قلعة عظيمة من القلاع المرجلة .
ثم باب أنطاكية سمي بذلك لانه يسلك منه إلى ناحية أنطاكية .
ثم باب الجنان سمي بذلك لانه يخرج منه إلى البساتين التي لحلب .
ثم بعده باب اليهود سمي بذلك لان محال اليهود من داخله ومقابرهم من خارجه وهذا الباب غيره السلطان الملك الظاهر رحمه الله وكان عليه بابان ويخرج منهما إلى باشورة يخرج منها إلى ظاهر المدينة فهدمه وجعل عليه أربعة أبواب كل بابين بدركاة على حدة يسلك من إحدى الدركاتين إلى الاخرى في قبو عظيم محكم البناء وجعل عليه أبراجا عاليه محكمة البناء ويخرج منه على جسر على الخندق وكان على ظاهره تلول عاليه من التراب والرماد وكنايس المدينة فنسفها وأزالها وجعلها أرضا مستوية وبني فيها خانات تباع فيها الغلة والحطب وسمي الباب باب النصر ومحي عنه اسم باب اليهود فلا يعرف الآن إلا بباب النصر وهجر اسمه الأول بالكلية .
ثم بعده باب الأربعين وكان قد سد هذا الباب مدة مديدة ثم فتح واختلف في تسميته بباب الأربعين فقيل إنه خرج منه مرة أربعون ألفا فلم يعودوا