@ 1905 @ .
قال وبايع زياد لأبي بكر بعد الظهر إلى أن قامت صلاة العصر فصلى بالناس العصر ثم انصرف إلى منزله ثم غدا على الصدقة من الغد كما كان يفعل قبل ذلك وهو أقوى ما كان نفسا وأشده لسانا فمنعه حارثه بن سراقة بن معدي كرب العبدي أن يصدق غلاما منهم وقام فحل عقال البكرة التي أخذت في الصدقة وجعل يقول .
( يمنعها شيخ بخديه الشيب % ملمع كما يلمع الثوب ) .
( ماض على الريب إذا كان الريب % ) .
فنهض زياد بن لبيد وصاح بأصحابه المسلمين ودعاهم الى النصرة لله ولكتابه فانحازت طائفة من المسلمين إلى زياد وجعل من ارتد ينحاز الى حارثة فكان زياد يقاتلهم النهار إلى الليل فقاتلهم أياما كثيرة وضوى إلى الأشعث ابن قيس بشر كثير فتحصن بمن معه ممن هو على مثل رأيه في النجير فحاصرهم زياد بن لبيد وقذف الله الرعب في أفئدتهم وجهدهم الحصار فقال الأشعث بن قيس إلى متى نقيم في هذا الحصن قد غرثنا فيه وغرث عيالنا وهذه البعوث تقدم عليكم ما لا قبل لنا به والله للموت بالسيف أحسن من الموت بالجوع ويؤخذ برقبة الرجل كما يصنع بالذرية قالوا وهل لنا قوة بالقوم ارتأي فأنت سيدنا قال أنزل فآخذ لكم أمانا تأمنون به قبل أن تدخل عليكم هذه الأمداد ما لا قبل لنا به ولا يدان .
قال فجعل أهل الحصن يقولون للأشعث افعل فخذ لنا الأمان فإنه ليس أحد أحرى أن يقدر على ما قبل زياد منك فأرسل الأشعث إلى زياد أنزل فأكلمك وأنا آمن قال زياد نعم فنزل الأشعث من النجير فخلا بزياد فقال ابن عم قد كان هذا الأمر ولم يبارك لنا فيه ولي قرابة ورحم وإن وكلتني إلى صاحبك قتلني يعني المهاجر بن أبي أمية إن أبا بكر يكره قتل مثلي وقد جاءك كتاب أبي بكر ينهاك عن قتل الملوك من كندة فأنا أحدهم وأنا أطلب منك الأمان على أهلي ومالي فقال زياد بن لبيد لا أومنك أبدا على دمك وأنت كنت رأس الردة