فتحها يحقق الامل وكم تحيل قرا ارسلان في أخذها سرقة لما أعياه فتحها وصالحها لعله ينتهز لها فرصة فما أرضاه صلحها وتمناها فحالت المنية دون الأمنية ونوى لها فكان عمله بقدر الله مخالف النية وابن نيسان مرتبع في نيسان ربيعه مرتفع عن قراع قريعه رابض بجنوحه ريض في جموحه متغور في كهفه متكهف في غاره آمن من النوازل والدوائر في منزله وداره وهو متهوم في جاره متوهم من جاره واقف حذاء حذاره عاكف وراء جداره .
وكان لآمد أمير قديم يقال له ايكلدي من أيام السلاطين القدماء وولده محمود شيخ كبير عنده يطعمه ويسقيه ويدعي انه من غلمانه ومصطنعيه وانه يحفظ البلد له وانه لا يغدر به ولا يؤثر بدله واذا جاء رسول يحضره عند اميره ويسند ما يدبره إلى تدبيره ويقول انه غلام وما معه كلام ولا عليه فيما يجرى ملام وحافظ على سر هذه السريرة وأمن باحتياطه من جور الجيرة بل ما منهم الا من يخاف مكره ويحفظ منه طائره وفكره وينكر عرفه ويعرف نكره وكنت عبرت في سنة خمس وستين بآمد وقد سيرني الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي إلى خلاط رسولا في مهم ودفع ملم واتفق نزولي بظاهر آمد بكرة جمعة وحسبت صلاتها علي غير ممتنعه فقيل لي تحتاج إلى استئذان الرئيس ورفع أحكام استيحاشه بأسباب التأنيس وذلك يحتاج إلى مقدمات ونتائج ومواصلات ووشائج فقلت هذا عذر فقد ضاق الوقت ولا حاجة الى مقه فيها المقت فانا اذا تعرفنا اليه اعتقد أنا نثقل عليه ثم تقدمت عليه ثم تقدمت الى غلماني بابتياع ما لا بد منه للطريق من الطعام والعليق فقيل هذا ايضا مشروط باذن الرئيس فأسرعت الرحيل إزالة الكربة بالتنفيس وكذلك في هذه النوبة عبرت بميافارقين وفارقتها ولم ادخلها وفي العود جاوزتها ولم انزلها فقدر الله بعد سنين في الدولة