محمد بن قرا ارسلان بالهيثم وكانت جارية في عمل الموصل فلما تسلمها جعلها من نصيبه الأجزل وقد كان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي حين توجه إلى الموصل في أوائل سنة ست وستين عند وفاة أخيه قطب الدين مودود وعد ابن قرا ارسلان بقلعة الهيثم ثم سلمها إله دون أعمالها تحلة ليمينه ووفاء بوعده لكرمه ودينه ولما جاء لمساعدتنا في هذا العام خصه السلطان عاجلا بهذا الانعام ثم وهب له قلعة الجديدة وهي من نصيبين قريبة ولا ستصراخ من يدعوا مجيبه $ وصف مدينة آمد .
ووعد بفتح آمد له وينجح بتسليمها اليه أمله فقد كان أبوه فخر الدين قرا أرسلان درج على حسرة حصرها ولم يزل مهزوزا عليه نصل نصرها وكان الرئيس علي بن نيسان مربيا بحضانتها مرتبا لحصانتها واثقا بوثاقتها عالقا بعلاقتها آويا إلى جبلها لعصمته ثاويا في حصنها بعصبته حاميا بحمايته وحميته ساميا بعزته في ذروته وهو من امدته آمد السوداء وسودته وما لم يتعوده اسلافه من العلى عودته ولم يزل منها للأبلق الفرد راكبا ولكل من يقاربه فيها مجانبا متقيدا من تحزمه بكل قيد متأيدا بتحرزه من كل كيد محتميا بسوره من السوء مرتميا من آمد في العلو إلى امد العتو ولم يزل باحكامها يضرب المثل وفي تيسر