@ 152 @ وقال ابن خلدون كتب الخليفة الوليد بن عبد الملك إلى عمه عبد الله بن مروان وهو على مصر ويقال عبد العزيز أن يبعث بموسى بن نصير إلى إفريقية وكان أبوه نصير من حرس معاوية فبعثه عبد الله فقدم القيروان وبها صالح خليفة حسان فعزله ورأى أن البربر قد طمعت في البلاد فوجه البعوث في النواحي وبعث ابنه عبد الله في البحر إلى جزيرة ميورقة فغنم وسبى وعاد ثم بعثه إلى ناحية أخرى وبعث ابنه مروان كذلك وتوجه هو إلى ناحية فغنموا وسبوا وعادوا وبلغ الخمس من المغنم سبعين ألف رأس من السبي .
قال أبو شعيب الصدفي لم يسمع في الإسلام بمثل سبايا موسى بن نصير ونقل الكاتب أبو إسحاق إبراهيم بن القاسم القروي المعروف بابن الرفيق أن موسى بن نصير لما فتح سقوما كتب إلى الوليد بن عبد الملك أنه صار لك من سبي سقوما مائة ألف رأس فكتب إليه الوليد ويحك إني أظنها من بعض كذباتك فإن كنت صادقا فهذا محشر الأمة .
ثم خرج موسى غازيا أيضا وتتبع البربر وقتل فيهم قتلا ذريعا وسبى سبيا عظيما وتوغل في جهات المغرب حتى انتهى إلى السوس الأدنى ثم تقدم إلى سبتة فصانعه صاحبها يليان الغماري بالهدايا وأذعن للجزية وكان نصرانيا فأقره عليها واسترهن ابنه وأبناء قومه على على الطاعة فلما رأى بقية البربر ما نزل بهم استأمنوا لموسى وبذلوا له الطاعة فقبل منهم وولى عليهم .
وقال ابن خلدون أيضا غزا موسى بن نصير طنجة وافتتح درعة وصحراء تافيلالت وأرسل ابنه إلى السوس فأذعن البربر لسلطانه وأخذ رهائن المصامدة فأنزلهم بطنجة وذلك سنة ثمان وثمانين وولى عليها طارق بن زياد الليثي قال وأنزل معه سبعة وعشرين ألفا من العرب واثني عشر ألفا من البربر وأمرهم ان يعلموا البربر القرآن والفقه قال ثم أسلم بقية البربرعلى يد إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر سنة إحدى ومائة أيام عبد العزيز رضي الله عنه اه