@ 153 @ .
ولما استقرت القواعد لموسى بالمغرب كتب إلى طارق وهو بطنجة يأمره بغزو الأندلس فغزاها في اثني عشر ألفا من البربر وخلق يسير من العرب وعبر البحر من سبتة إلى الجزيرة الخضراء وصعد الجبل المنسوب إليه المعروف اليوم بجبل طارق يوم الاثنين لخمس خلون من رجب سنة اثنتين وتسعين للهجرة وذكر عن طارق أنه كان نائما وقت العبور في المركب فرأى النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة يمشون على الماء حتى مروا به فبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح وأمره بالرفق بالمسلمين والوفاء بالعهد ذكر ذلك ابن بشكوال .
وقال ابن خلدون في أخبار الأندلس إن أمة القوط ملكوا جزيرة الأندلس نحو أربعمائة سنة إلى أن جاء الله بالإسلام والفتح وكان ملكهم لذلك العهد يسمى لذريق وهو سمة ملوكهم كجرجير سمة ملوك صقلية وكانت لهم خطوة وراء البحر في هذه العدوة الجنوبية خطوها من زقاق البحر إلى بلاد البربر واستعبدوهم وكان ملك البربر بذلك القطر الذي هو اليوم جبال غمارة يسمى يليان وكان يدين بطاعتهم وبملتهم وموسى بن نصير أمير العرب إذ ذاك عامل بإفريقية من قبل الوليد بن عبد الملك ومنزله بالقيروان وكان قد أغزا لذلك العهد عساكر المسلمين بلاد المغرب الأقصى ودوخ أقطاره وأوغل في جبال طنجة حتى وصل إلى خليج الزقاق واستنزل يليان لطاعة الإسلام وخلف مولاه طارق بن زياد واليا بطنجة وكان يليان ينقم على لذريق ملك القوط بالأندلس فعلة فعلها زعموا بابنته الناشئة في داره على عادتهم في بنات بطارقتهم فغضب لذلك وأجاز إلى لذريق فأخذ ابنته منه