@ 108 @ الطيبين الطاهرين وطيب بأنفاس المغفرة لحودهم أجمعين إمام تهتز لذكره أعطاف المنابر وتتقلد من شريف دعوته أبهى من نفيس الجواهر وتستضيء البلاد بإكليل شرفه الزاهر وتسكن العباد تحت ظل رحمته الوارف الوافر أبقى الله أيامه الغر بقاء يصحب النصر دوامه وخلد له ولأعقابه هذا الأمر الكريم إلى يوم القيامة ولما طلعت أيده الله على هذه الأصقاع الزنجية طلائع إمامته النبوية وخلافته ولاحت في سمائها شهب مناقبه المنيفة الدالة على فخامة شرفه وأنافته وتليت لمجده الآيات البينات التي تشهد له بتراث الرسالة وتقضي له على الإسلام وعلى الأنام بحكم الولاء والكفالة وأوضح الله سبحانه للناس من اعتقاد وجوب طاعته والاقتداء بإمامته والانقياد لدعوته وتقليد بيعته ما جاء به كتابه الحكيم ووردت به سنة نبيه الكريم كما قال صلى الله عليه وسلم ( لا تزال الخلافة في قريش ما بقي منهم اثنان ) وكما ورد في صحيح الخبر ( إن الخلافة في قريش والقضاء في الأنصار وفي الحبشة الأذان ) ويدل على هذا تعاضد الخبر والعيان فلا ناكر أن ليس في المعمور على هذا الشرط غيره أيده الله من ثان فنهض بدليل الشرع أنه إمام الجماعة حقا المستوفي شروطها والوارث للخلافة النبوية والحريص على بيضة الإسلام أن يحوطها وأن القائم بهذا الأمر على الإطلاق غيره دعي ومحاوله دون إذنه المشروع بدعي فتعين لذلك أن الرجوع إلى الحق فريضة واستبان بما تقرر وعلم أن إمارة لا تلاقي في الشروع محلها المشروع منبوذة مرفوضة وعروتها لذلك مفصومة ومنقوضة فانتدب لهذه الآثار صحيح الأخبار وصرف إلى رضى الله العناية ووقف من الشرائع المشروعة حيث مركز الراية ومنتهى الغية الرئيس أبو العلاء إدريس أكرمه الله انتداب من وقفت به مطية التوفيق على حضرة الإخلاص والتصديق وأخذت بزمامه السعادة إلى حيث الفوز برضا الله ورضا رسوله حقيق والتأييد صاحب ورفيق وروض الآمال أنيق وراح الراحة والاطمئنان عتيق إلى تقلد إمام بيعة الجماعة أمير المؤمنين المنصور بالله زاده الله تقديسا وتشريفا التي تؤسس إن شاء الله على تقوى من الله ورضوان وتشهد عقدها الكريم ملائكة الرحمن وآثر أسعده الله أن يؤدي