@ 83 @ مراسي المغرب ثم أمده بعشرين ألفا من عسكر الإصبنيول وكان سبستيان قد ساق معه اثني عشر ألفا من البرتغال وثلاثة آلاف من الطليان ومثلها من الألمان ومن متطوعة الإصبنيول وغيرهم عددا كثيرا وبعث إليه البابا صاحب رومة بأربعة آلاف أخرى وبألف وخمسمائة من الخيل واثني عشر مدفعا وجمع سبستيان نحو ألف مركب وجاء إلى قادس .
ولما عزم على اقتحام بلاد المغرب تشفعت إليه جدته وأرباب دولته وشيوخ دينه في الرجوع فصم عنهم وكذلك خاله فيليب حذره عاقبة التوغل في أرض المغرب فصم على ذلك كله وجاء إلى قادس ومنها خرج إلى طنجة .
وكان محمد بن عبد الله المسلوخ ينتظره هنالك فاجتمع به وزحفوا إلى بلاد المغرب وزحف إليهم السلطان عبد الملك في عساكر المسلمين وكانوا أربعين ألفا وزيادة ومدافعهم أربعة وثلاثين مدفعا وقواد الجيش أبو علي القوري والحسين العلج الجنوي ومحمد أبو طيبة وعلي بن موسى وأخوه أحمد بن موسى الذي كان عاملا على العرائش فجاء في جمعه إلى السلطان عبد الملك وانضم إليه ولما تقارب الجيشان جمع السلطان عبد الملك الناس وخطبهم ثم استدعى النصارى إلى القتال ونصب لهم علامته فأحجموا وكان قصدهم المطاولة وقصد السلطان عبد الملك المناجزة وذلك لأن محمد المسلوخ قد دس إليه من سمه .
قال منويل ولما أحس عبد الملك بذلك وأنه لا محالة هالك بذل نفسه للقتال ليموت في الجهاد وكان المسلوخ يتربص كي يهلك عمه قبل اللقاء فتقع الفتنة في عسكر المسلمين لكن جيش النصارى لم تكن لهم مؤنة يطاولون بها فألجأهم ذلك إلى المناجزة ولما انتشبت الحرب هلك عبد الملك للحين .
قال منويل وكان أمر هذا الرجل عجبا في الحزم والشجاعة حتى أنه لما مات مات وهو واضع سبابته على فمه كأنه يشير إلى جيشه أن يسكتوا عن الخوض في وفاته حتى يتم أمرهم ولا يضطربوا وكذلك كان فإنهم كتموا موته فانتصروا وظفروا بالنصارى ظفرا لا كفاء له فكانوا يذبحونهم مثل