@ 82 @ .
( وإن يكن أتى بذنب ظاهر % فعرضه من الشكوك طاهر ) .
( رأيته في النوم ذا بشاره % وهيئة حسنة وشارة ) .
وكان التقاء الجمعين يوم الاثنين منسلخ جمادى الأولى سنة ست وثمانين وتسعمائة ويوافقه من التاريخ المسيحي اليوم الرابع من أغشت سنة ثمان وسبعين وخمس عشرة مائة .
قال في المنتقى وكان مقدار زمان المقاتلة خمسا وأربعين درجة وقيل اثنتين وخمسين على ما حدثني به بعض الميقاتيين .
وقال في المرآة وحصل المسلمون على غنيمة لم يكن قط مثلها بالمغرب إذ لم يتقدم للنصارى خروج به على هذه الصورة إلا أن الغنيمة لم تقسم وإنما انتهبها الناس كما اتفق لهم بحسب القوة والبخت الدنيوي وكان الناس يتوقعون مغبتها لاختلاط الأموال بالحرام فظهر ذلك من غلاء وغيره وكنا نسمع أن البركة رفعت من الأموال من يومئذ .
وقد حضر الشيخ أبو المحاسن هذه الغزوة وأبلى فيها بلاء حسنا وتورع عن الغنيمة فلم يتلبس منها بشيء وبلغت قيمة النصراني ما ذكره الشيخ وكان سبب عدم ضبط الغنيمة وقسمها على الوجه المشروع موت السلطان أبي مروان قبل هزيمة النصارى وكان مريضا فاشتغل أخوه أبو العباس أحمد بجمع الكلمة ولم يهتبل بأمر الغنيمة فتم له ما قصد .
وقد ساق منويل في تاريخه خبر هذه الوقعة مساقا حسنا فقال لما استولى عبد الملك السعدي المدعو عند أهل المغرب بمولاي ملوك على ملك المغرب وطرد ابن أخيه مولاي محمد المعروف بالأكحل يعني المسلوخ ذهب أولا إلى إصبانيا وتطارح على طاغية الإصبنيول فيليب الثاني في أن يعينه على استرجاع ملكه فامتنع ثم دخل أشبونة وتطارح على طاغية البرتغال سبستيان فأجابه وذهب إلى خاله طاغية الإصبنيول فيليب المذكور آنفا وطلب منه الإعانة على ما هو بصدده فوعده بأن يعطيه من المراكب والعساكر ما يملك به العرائش لأنه كان يرى أنها تعدل سائر