@ 84 @ الكباش ودهش النصارى وتكبكبت جموعهم وتراكمت أمتعتهم وصناديقهم وخيلهم وسلاحهم بلا ترتيب وزادهم دهشا أن بعض طوابيرهم كان ينادي صاحب صفارته وراءكم وراءكم قطعكم العدو ووقدت النار في بارود النصارى فنفط وانهزموا إلى وادي المخازن فتهافت جلهم فيه فهلكوا والباقي أسره المسلمون .
وزعم أن سبستيان هلك تحته في ذلك اليوم أربعة أفراس وكان شابا حدثا وقال لأصحابه إن تروني تروني أمامكم وإن لم تروني فأنا في وسط العدو أقاتل عنكم قال وأبدأ وأعاد في ذلك اليوم إلى أن خر قتيلا وبقي مذكورا عند البرتغال يسمرون بأخباره وذكره شعراء الأوربا في أشعارهم ولا زالوا يذكرونه إلى الآن .
وخلفه في ملكه الطاغية الريكي البرتغالي فهو الذي ولي بعده وافتدى جنازته من المسلمين ونقلها إلى سبتة فبقيت هنالك إلى أن هلك الطاغية الريكي وتولى على البرتغال طاغية الإصبنيول فيليب الثاني فصار ملك الدولتين معا وهو خال سبستيان أخو أمه فنقل جنازته من سبتة إلى أشبونة ثم أرخ منويل الوقعة بالتاريخ العربي والعجمي موافقا لما مر فهذا ما ذكره في هذه الوقعة .
قال في النزهة توفي السلطان أبو مروان عبد الملك بن الشيخ في زوال اليوم المذكور وبايع الناس أخاه أبا العباس أحمد المنصور بالله كما سيأتي إن شاء الله .
قال في درة الحجال فانظر لحكمة الله الواحد القهار أهلك ثلاثة ملوك يوم واحد وهم أبو مروان الشيخ وولد أخيه محمد بن عبد الله المسلوخ والطاغية سبستيان وأقام واحدا وهو أبو العباس المنصور اه .
قلت وفي إهلاك الثلاثة وإقامة الواحد إشارة واضحة لإهلاك دين التثليث ونصر دين التوحيد في ذلك اليوم والله تعالى أعلم .
ولما بلغت الهزيمة إلى الطاغية الأعظم أعني القائم بالأمر بعد سبستيان لأن التحقيق أنه كان الأعظم يومئذ لما مر بعث إلى المنصور بعد استقلاله