@ 78 @ والتكبير و صلى الله عليه وسلم والدعاء له وللأسلام بالنصر والتمكين والفتح الشامخ المبين فلو سمعت ذلك لعلمت وتحققت أن أبواب السماء انفتحت لذلك وقضى ما هنالك وبلغه كتابك الذي كان هذا جوبا عنه وهو بوسط تامسنا معه من جنود الله وأنصاره وحماة دينه ما يجعل الله فيه البركة ولولا أن الشرع العزيز أمر بتعظيم جنود الإسلام والمباهاة بها والافتخار بكثرتها لما قررنا لكم أمرها إذ لا اعتماد له أيده الله عليها وكذلك هم لا اعتماد لهم إلا على حول الله وقوته ونصره وتأييده والناس على دين الملك وقد قاتلت وأنت في وسط المسلمين في بضع عشرة معركة لم تنصر لك فيها راية فأي نحس وشؤم حلا بديار الروم فإن جلبتهم فالله لك ولهم بالمرصاد ارجع إلى الله أيها المسكين وتب إليه فإنه يقبل التوبة عن عباده في كل وقت وحين ودع عنك كلام من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله وهذه نصيحة إن قبلتها وموعظة إن وفقت إليها والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وهو نعم المولى ونعم النصير وهو حسبنا ونعم الوكيل والسلام انتهت الرسالة .
وكان خروج محمد بن عبد الله بجيش البرتغال وفصوله به من طنجة في ربيع الثاني سنة ست وثمانين وتسعمائة قال في المرآة إنهم لما خرجوا إلى بلاد الإسلام ضربوا محلاتهم بالفحص على أقل من مسيرة يوم من مدينة القصر وكانت آصيلا قد تصيرت إليهم قبل ذلك بأشهر يعني بعد فرارهم عنها أيام السلطان محمد الشيخ كما تقدم فعاين أهل القصر الهلكة لقرب العدو منهم وقوته التي لا طاقة لهم بها وفشا النفاق لأجل السلطان محمد بن عبد الله الذي معهم ولأجل بعد صريخ المسلمين فإن السلطان أبا مروان المعتصم بالله كان إذ ذاك بمراكش فاستبطؤوا وصول الخبر إليه ثم مجيئه بعد ذلك فلم يبق لهم تدبير إلا الفرار والتحصن بالجبال وغيرها فقال الشيخ أبو المحاسن يوسف الفاسي رحمه الله وكان إذ ذاك بالقصر لرجل من أصحابه ناد في الناس أن الزموا بلادكم ودوركم فإن عظيم