@ 77 @ وما نسبته للحنفية من أكل الميتة عند الضرورة وتسويغ الغصة بخمر فهو ما نص عليه المالكية في مختصراتهم التي ألفوها للصبيان فعدولك عن ذلك إلى الحنفية إما قصور وإما إلغاء لمذهب مالك رضي الله عنه وهو النجم الثاقب .
وأما قولك أنتم أهل بغي وعناد فلا نسلم لك ذلك إلا لو أقمت بين أظهرنا وقاتلت معنا حتى ترى أنسلمك أم لا فأما إذا هربت عنا وتركتنا فالحجة عليك لا علينا على انك في كتابك تفسق الكل بذلك وتكفره وقد قال العلماء رضي الله عنهم من يقول بتكفير العامة فهو أولى بالتكفير وذلك معزو لزعيم العلماء القاضي أبي الوليد بن رشد والقاضي أبي الفضل عياض وكيف لا تنظر لقضايا تلمسان وتونس وغيرهما من سائر البلدان وكيف وقع لأمرائهم المستنصرين بالكفار على المسلمين هل حصلوا على شيء مما قصدوه أو بلغوا شيئا مما أملوه على أن أكثر العلماء حكموا بردتهم ففاتتهم الدنيا والآخرة والعياذ بالله .
وقد افتخرت في كتابك بجموع الروم وقيامهم معك وعولت على بلوغ الملك بحشودهم وأنى لك هذا مع قول الله تعالى ! < اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا > ! ! < ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون > ! وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ( لن تغلب هذه الأمة ولو اجتمع عليها من الكفار ما بين لابات الدنيا ) وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال سيقاتل آخر هذه الأمة الدجال وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته ألا يهلكهم بسنة عامة فأعطانيها وسألته ألا يغلبهم عدوهم الكافر فأعطانيها وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها ) والكل عليك وإياك نعني .
وما ذكرته عن عمك فاعلم أنه لما بلغه خبرك واستنصارك بالكفار عقد ألويته المنصورة بالله في وسط جامع المنصور بعد أن ختم عليها أهل الله من حملة القرآن مائة ختمة وصحيح البخاري وضجوا عند ذلك بالتهليل