@ 79 @ النصارى مسجون حيث هو حتى يجيء السلطان من مراكش وإن النصارى غنيمة للمسلمين ومن شاء فليعط خمسين أوقية في النصراني يشير إلى مبلغ قيمة النصراني في الغنيمة فما انتقل النصارى من مكانهم ذلك أكثر من شهر حتى قدم السلطان أبو مروان وكان مريضا اه .
وقال في النزهة إن النصارى لما برزوا من طنجة شنوا الغارة على السواحل فأعلم أهلها السلطان أبو مروان وكان بمراكش وشكوا إليه كلب العدو عليهم فكتب السلطان أبو مروان من مراكش إلى الطاغية إن سطوتك قد ظهرت في خروجك من أرضك وجوازك العدوة فإن ثبت إلى أن نقدم عليك فأنت نصراني حقيقي شجاع وإلا فأنت كلب ابن كلب فلما بلغه الكتاب غضب واستشار أصحابه هل نقيم حتى يلحق بنا من خلفنا من أصحابنا فقال له محمد بن عبد الله الرأي أن نتقدم ونملك تطاوين والعرايش والقصر ونجمع ما فيها من العدة ونتقوى بما فيها من الذخائر فأعجب ذلك الرأي أهل الديوان ولم يعجب الطاغية وكتب السلطان أبو مروان لأخيه أبي العباس أحمد وكان نائبه على فاس وأعمالها أن يخرج بجيوش فاس وأحوازها ويتهيأ للقتال ثم كتب إليه أيضا في شأن مؤنة الجيش كتابا يقول فيه من عبد الله المعتصم بالله المجاهد في سبيل الله أمير المؤمنين أبي مروان عبد الملك بن أمير المؤمنين أبي عبد الله محمد الشيخ الشريف الحسني أيد الله أمره وأعز نصره إلى أخينا الأعز الأنجب بابا أحمد ابن مولانا الوالد حرس الله كريم إخائه سلام كريم ورحمة الله وبركاته أما بعد فإنا كتبناه إليكم من محلتنا السعيدة بتامسنا ولا زائد بحمد الله إلا الخير والعافية والنعم الضافية هذا وإنه ساعة وصوله إليكم تخرجون من الخدام لعمالة مكناسة وقبيلة آزمور وأولاد جلول من يفرض عليهم علف محلتنا المنصورة ومؤنتها ويأمرهم برفعه وإبلاغه إلى مدينة سلا وقدر ذلك صحفة شعير وعشرون مدا من القمح لكل نائبة وصاع من سمن وكبش لكل أربع نوائب ووكد عليهم رعاك الله أن يعتنوا بذلك وبإيصاله إلى المكان المذكور من غير عطلة وهذا ما وجب به الإعلام إليكم والله يرعاكم بمنه والسلام اه