@ 63 @ .
ولما رأيا من السلطان سليم تنازلا واهتزازا لكلامهما طلبا منه في بشارتهما أن يبعث معهم العساكر إلى الغرب وشفعا في إنزال رأس والدهما ودفنه فقبل شفاعتهما ثم أمر بهما إلى بعض المنازل فأنزلهما به وأكرمهما وبعث إليهما بالأم التي كانت هنالك وأرجأ أمرهما إلى قدوم الخبر اليقين وبعد ثلاث قدم المركبان ومعهما كتاب الفتح وظهر صدق عبد الملك الملك وأحمد فحينئذ أقبل عليهما السلطان سليم وأعطاهما مالا وسلاحا وزادا وكتب لهما فرمانا للدولاتي صاحب الجزائر ليبعث معهما خمسة آلاف من عسكر الترك تطأ معهما أرض المغرب الأقصى .
ولما قدما على الدولاتي بالفرمان وقرأه على أهل الديوان قالوا علينا الرجال وعليهما المال وهذه عادتنا مع السلطان ولما لم يكن عندهما مال يومئذ تطارحا على الخزندار وعلى الآغا والوكيل وأهديا إليهم ورغبا منهم أن يسلفوهما ما ينفقانه في وجهتهما تلك إلى أن يبعثا به إليهم من المغرب فسهلوا لهما وقوموا العسكر بما يحتاج إليه وفرضوا له المؤنة كل يوم بيومه إلى أن يرجع وأشهدوا عليهما بذلك في دفتر فقبلا وأعطوا خطوطهما به ثم نهض عبد الملك وأخوه إلى المغرب يجران عساكر الترك خلفهما وكتب عبد الملك إلى شيعته بالمغرب يعرفهم قدومه ويعدهم ويمنيهم إلى أن كان من أمره ما كان .
وساق اليفرني هذا الخبر وفيه بعض مخالفة لما تقدم قال لما فتحت تونس كان عبد الملك أول من أرسل البشارة مع أصحابه إلى السلطان العثماني فبلغت الرسالة أمه سحابة الرحمانية فأعطتها السلطان المذكور والتمست منه أن يعطيها في بشارتها أمر أهل الجزائر بالذهاب معها إلى المغرب فأعطاها ذلك فجاء عبد الملك مع أمه بكتاب السلطان إلى أهل الجزائر يأمرهم بالمسير معه لتملك ما كان بيد آبائه فطالبه أهل الجزائر بالراتب فقال لهم أسلفوني وعلي القضاء فاتفق معهم أن يعطيهم عشرة آلاف لكل مرحلة وكان عدد جيش الترك أربعة آلاف .
وقال في شرح الدرة إن عبد الملك طلب من رئيس الترك أن يعينه