@ 55 @ وأطال فيها هذا البعض المنقول عنه بما استنكفت من ذكره هنا قال وهذه أمور شنيعة إن صح أنه فعلها ولست أدخل في عهدتها لأني إنما رأيتها في أوراق مجهولة المؤلف اشتملت على ذم هذه الدولة السعدية وظني أنها من وضع بعض أعدائهم لحطة من قدرهم وإخراجه إياهم من النسب الشريف ووصفه دولتهم بالدولة الخبيثة فلذا تجنبت منهم كثيرا من الأخبار التي لا تظن بأولئك السادة رحمهم الله فقد قال الشيخ تاج الدين السبكي رحمه الله في طبقاته إن المؤرخين على شفا جرف هار لأنهم يتسلطون على أعراض الناس وربما وضعوا من الناس تعصبا أو جهلا أو اعتمادا على نقل من لا يوثق به قال فعلى المؤرخ أن يتقي الله تعالى اه إلا أن الملوك لا يستغرب في حقهم أن يهدموا أساس الشريعة ليبنوا منار رياستهم ويستهونوا عظائم الأمور لتطيعهم الرعية ساعة كيف لا وشراع أفئدتهم تلعب به رياح الشهوات فتلقي سفينة قلوبهم على ساحل بحر القنوط من رحمة الله تعالى والله يسامح الجميع ويتجاوز عن كافة عصاة هذه الأمة بمنه وفضله اه كلام اليفرني رحمه الله .
ومن وزراء السلطان الغالب بالله ابن أخيه الأمير الأجل الأديب الأحفل أبو عبد الله محمد بن عبد القادر بن محمد الشيخ كان من أنبل الوزراء وألطفهم مسلكا وأخفهم روحا وله عارضة في النظم والنثر .
ذكر الأديب أبو محمد عبد الله بن محمد الفاسي في كتابه الأعلام بمن مضى وغبر من أهل القرن الحادي عشر ما صورته قدم الوزير أبو عبد الله محمد بن عبد القادر السعدي من مراكش إلى فاس ومعه الفقيه قاضي الجماعة أبو مالك عبد الواحد بن أحمد الحميدي والفقيه الإمام أبو العباس أحمد المنجوز فلما تبدت لهم معالم فاس الجديد وتلظى للشوق في جوانحهم أوار .
( وأبرح ما يكون الشوق يوما % إذا دنت الديار من الديار ) .
وأنشد الوزير المذكور لنفسه ارتجالا .
( أخلائي هذا المستقى وربوعه % وهذي نواعير البلاد تنوح )