@ 54 @ التي كتب بها ابن أخيه السلطان أبو المعالي زيدان بن منصور إلى الفقيه أبي زكرياء يحيى بن عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم الحاحي ما ظاهره يخالف ذلك ويؤذن بأنه كان كغيره من الملوك ونص المحتاج إليه من تلك الرسالة مخاطبا للفقيه المذكور يقول وقد تحققت وعلمت أن ولاية أحمد بن موسى السملالي كادت تكون قطعية واشتهر أمره عند الخاص والعام حتى أطبق أهل المغرب على ولايته وقد كان على عهد مولانا عبد الله برد الله ضريحه وكان المولى المذكور على ما كان عليه واشتهر عنه وما برح الشيخ المذكور يدعو له ولدولته بالبقاء ويظهر حبه وكان المولى المذكور يعزل ويولي ويقتل وكان شرد منه إلى زاويته المرابط الأندلسي وولد آصناك وأمثالهم وكان الشيخ يقدم للشفاعة فيشفع ولا يتعقب ولا يبحث عما وراء ذلك باق على عهده ومودته وكان المولى المذكور بعث لابن حسين بسد داره فما فتحها حتى أمره ولا استعظم أحد ذلك ولا أكثر فيه ولا جعله سببا لفتح الفتنة وكان قواد المذكور مثل وزيره ابن شقراء وبعد الكريم بن الشيخ وعبد الكريم بن مؤمن العلج والهبطي والزرهوني وعبد الصادق بن ملوك وغيرهم ممن لا يحضرني ذكرهم لبعد عصرهم قد انغمسوا في شرب الخمور واتخاذ القيان وبسط الحرير وغير ذلك من آلات الفضة والذهب وكان في عصره أحمد بن موسى المذكور وابن حسين والشرقي وأبو عمرو القسطلي وأبو محمد بن إبراهيم التامنارتي والشيظمي وغير هؤلاء من المشايخ وأهل الدين الذين لا يسع من يدعي هذه الطريقة التقدم عليهم ولا اكتساب الفضيلة دونهم فأحسنوا السيرة ولا تعرضوا للسلطنة ولا سمع منهم ما يقدح في ولاة الأمر وقادة الأجناد ممن ذكر الذين كان الملك يدور عليهم ويرجع إليهم في تدبيره اه القدر المحتاج إليه من الرسالة المذكورة .
قال اليفرني ومثل هذا ما ذكر بعضهم أن السلطان الغالب بالله أعطى حجر باديس للطاغية لتنقطع بذلك مادة الترك عنه ومثله ما ذكر عنه أيضا أن قائده ابن تودة أخذ بعض أسوار الجديدة وعزم على فتحها من الغد فكتب إليه السلطان المذكور ينهاه عن ذلك ونظيره أيضا قضيته مع أهل غرناطة