@ 56 @ .
( وذاك المصلى مطرح الشوق والأسى % وتلك منازل الديار تلوح ) .
فقال القاضي الحميدي ارتجالا .
( وتلك القباب الخضر شبه زبرجد % بهن غوان طرفهن جموح ) .
( يمسن كأملود من الروض يانع % شذاهن من حول الديار يفوح ) .
فقال الفقيه أبو العباس المنجور ارتجالا أيضا .
( ويرفلن في الحلات يختلن في الحلى % وفيهن أنواع الجمال وضوح ) .
( يبادرن ترقيع الكوى بمحاجر % لإقبال حب طال منه نزوح ) .
ولما بلغت الأبيات إلى الأستاذ أبي العباس أحمد الزموري قال مذيلا .
( تأمل سنا الحسناء تحت قبابها % كشمس غدت تحت السحاب تلوح ) .
( تحلت ربوع المستقي بجمالها % وأنت إلى تلك القباب تروح ) .
وبعضهم جعل البيتين الأولين للمولى الأديب أبي محمد عبد الواحد بن أحمد الشريف السجلماسي وكان كاتبا للوزير المذكور ويجعل موضع أخلائي أمولاي والبيتين بعدهما للوزير والله تعالى أعلم والمستقى بصيغة اسم المفعول اسم بستان معروف .
ونظير هذا ما ذكره الأديب المذكور في أعلامه المذكور قال كان الوزير المذكور مع كاتبه المولى عبد الواحد الشريف في بعض الأسفار وأرسلت السماء بغيثها المدرار فقال الوزير المذكور .
( لله أشكو غداة السفح إذ ركضت % أيدي المطايا وحادي الريح يحدونا ) .
فأجابه الكاتب المذكور .
( والغيم في الأفق قد أرخى ذوائبه % بأسهم الودق لا ينفك يرمينا ) .
فقال الوزير .
( حتى استوى الماء والآكام واستترت % معالم الرشد لا خريت يهدينا ) .
( فطلت الخيل في الأمواج سابحة % سبح السلاحف نحو الدار يهوينا ) .
فقال الكاتب .
( والنفس في قلق لبين مألفها % والشوق يحدو بنا والحال يقصينا )