@ 164 @ وأهل الدعوى باب متسع الخرق متعسر الرتق فاختلط المرعى بالهبل وادعى الخصوصية من لا ناقة له فيها ولا جمل وصعب على جل الناس التمييز حتى بين البهرج والإبريز لا سيما العامي الغمر الذي لا يفرق بين الحصباء والدر ويرحم الله الشيخ اليوسي إذ قال في محاضرته ما نصه وقد طرق أسماع القوم من قبل اليوم كلام أهل الصولة كفحول القادرية والشاذلية رضي الله عنهم وكلام أرباب الأحوال في كل زمان فتعشقت النفوس ذلك وأذعن له الجمهور وخاضوا في التشبيه بهم فما شئت أن تلقى جاهلا مسرفا على نفسه لم يعرف بعد ظاهر الشريعة فضلا عن أن يعمل فضلا عن أن يخلص إلى الباطن فضلا عن أن يكون صاحب مقام إلا وجدته يصول ويقول وينابذ المنقول والمعقول وأكثر ذلك في أبناء الفقراء يريد الواحد منهم أن يتحلى بحلية أبيه ويستتبع أتباعه بغير حق ولا حقيقة بل لمجرد حطام الدنيا فيقول خدام أبي وزريبة أبي ويضرب عليهم المغرم كمغرم السلطان ولا يقبل أن يحبوا أحدا في الله أو يعرفوه أو يقتدوا به غيره وإذا رأى من خرج يطلب دينه أو من يدله على الله تعالى يغضب عليه ويتوعده بالهلاك في نفسه وماله وقد يقع شيء من المصائب بحكم القضاء والابتلاء فيضيفه إلى نفسه فيزداد بذلك هو وأتباعه ضلالا ثم يخترق لهم من الخرافات والأمور المعتادة ما يدعيه سيرة ودينا يستهويهم به ثم يضمن لهم الجنة على مساوئ أعمالهم والشفاعة يوم المحشر ويقبض على لحمة من ذراعه فيقول للجاهل مثله أنت من هذه اللحمة فيكتفي جهال العوام بذلك ويبقون في خدمته ولدا عن والد قائلين نحن خدام الدار الفلانية وفي زريبة فلان فلا نخرج عنها وكذا وجدنا آباءنا وهذا هو الضلال المبين وهؤلاء قطاع العباد عن الله إلى آخر كلامه فقف عليه في الفصل الخامس والعشرين منها فإنه نفيس وبالله تعالى التوفيق .
وفي سنة إحدى عشرة وتسعمائة توفي الفقيه أبو العباس أحمد بن عيسى الماواسي البطوي الموقت المشهور .
وفي سنة اثنتي عشرة بعدها توفي الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن قاسم