@ 131 @ ذلك التوسل تطارحا على سدة أمير المؤمنين المحارب للمحاربين والمؤمن للمستأمنين فهو الخليق الحقيق بأن يسوغ أصفى مشاربه ويبلغ أوفى مآربه على توالي الأيام والشهور والسنين ويخلص من الثبور إلى الحبور ويخرج من الظلمات إلى النور خروج الجنين ولعل شعاع سعادته يفيض علينا ونفحة قبول إقباله تسري إلينا فتخامرنا أريحية تحملنا على أن نبادر لإنشاد قول الشريف الرضي في الخليفة القادر .
( عطفا أمير المؤمنين فإننا % في دوحة العلياء لا نتفرق ) .
( ما بيننا يوم الفخار تفاوت % أبدا كلانا في المعالي معرق ) .
( إلا الخلافة ميزتك فإنني % أنا عاطل منها وأنت مطوق ) .
لا بل الأحرى بنا والأحجى والأنجح لسعينا والأرجى أن نعدل عن هذا المنهاج ويقوم وافدنا بين يدي علاه مقام الخاضع المتواضع الضعيف المحتاج وينشد ما قال في الشيرازي ابن حجاج .
( الناس يفدونك اضطرارا % منهم وأفديك باختياري ) .
( وبعضهم في جوار بعض % وأنت حتى أموت جاري ) .
( فعش لخبزي وعش لمائي % وعش لداري وأهل داري ) .
ونستوهب من الوهاب تعالى جلت أسماؤه وتعاظمت نعماؤه رحمة تجعل في يد الهداية أعنتنا وعصمة تكون في مواقف المخاوف جنتنا وقبولا يعطف علينا نوافر القلوب وصنعا يسني لنا كل مرغوب ومطلوب ونسأله وطالما بلغ السائل سؤلا ومأمولا متابا صادقا على موضوع الندم محمولا ثم عزاء حسنا وصبرا جميلا عن أرض أورثها من شاء من عباده معقبا لهم ومديلا وسادلا عليهم من ستور الإملاء الطويلة سدولا ! < سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا > ! فليطر طائر الوسواس المرفرف مطيرا ! < كان ذلك في الكتاب مسطورا > ! لم نستطع عن مورده صدورا ! < وكان أمر الله قدرا مقدورا > ! إلا وإن لله سبحانه في مقامكم العالي الذي أيده وأعانه سرا من النصر يترجم عنه لسان من النصل وترجع فروع البشائر الصادقة بالفتوحات المتلاحقة من قاعدته