@ 130 @ غير لباس نعمائكم وحين خلعنا ما ألبسنا الملك من الأثواب وإلى أمه يلجأ الطفل لجأ اللهفان وعند الشدائد تمتاز السيوف من الأجفان ووجه الله تعالى يبقى وكل من عليها فان وإلى هنا ينتهي القائل ثم يقول حسبي هذا وكفان ولا ريب في اشتمال العلم الكريم على ما تعارفته الملوك بينها في الحديث والقديم من الأخذ باليد عند زلة القدم وقرع الإنسان وعض البنان من الندم دينا تدينته مع اختلاف الأديان وعادة أطردت على تعاقب الأزمان والأحيان ولقد عرض علينا صاحب قشتالة مواضع معتبرة خير فيها وأعطى من أمانة المؤكد فيه خطه بأيمانه ما يقنع النفوس ويكفيها فلم نر ونحن من سلالة الأحمر مجاورة الصفر ولا سوغ لنا الإيمان الإقامة بين ظهراني الكفر ما وجدنا عن ذلك مندوحة ولو شاسعة وأمنا المطالب المشاغب حمة شر لنا لا سعة وادكرنا أي ادكار قول الله تعالى المنكر لذلك غاية الإنكار ! < ألم تكن أرض الله واسعة > ! وقول الرسول صلى الله عليه وسلم المبالغ في ذلك بأبلغ الكلام ( أنا بريء من مؤمن مع كافر تتراءى ناراهما ) وقول الشاعر الحاث على حث المطية المتثاقلة عن السير في طريق منجاتها البطية .
( وما أنا والتلذذ نحو نجد % وقد غصت تهامة بالرجال ) .
ووصلت أيضا من الشرق إلينا كتب كريمة المقاصد لدينا تستدعي الانحياز إلى تلك الجنبات وتتضمن مالا مزيد عليه من الرغبات فلم نختر إلا دارنا التي كانت دار آبائنا من قبلنا ولم نرتض الانضواء إلا لمن بحبله وصل حبلنا وبريش نبله ريش نبلنا إدلالا على محل إخاء متوارث لا عن كلالة وامتثالا لوصاة أجداد لا نظارهم وأقدارهم أصالة وجلالة إذ قد روينا عن سلف من أسلافنا في الإيصاء لمن يخلف بعدهم من أخلافنا أن لا يبتغوا إذا دهمهم أمر بالحضرة المرينية بدلا ولا يجدوا عن طريقها في التوجه إلى فريقها معدلا فاخترقنا إلى الرياض الأريضة الفجاج وركبنا إلى البحر الفرات ظهر البحر الأجاج فلا غرو أن نرد منه على ما يقر العين ويشفي النفس الشاكية من ألم البين ومن توصل هذا التوصل وتوسل بمثل