@ 129 @ التي هي رأس ماله وعياله وأطفاله اللذان هما من أعظم آماله وكل أوجل أو قل رياشه وأسباب معاشه الكفيلة بانتهاضه وانتعاشه ثم وجد مع ذلك سبيلا إلى الخلاص في حال مياسرة ومساهلة دون تعصب واعتياص بعد ما ظن كل الظن أن لا محيد ولا مناص فما أحقه حينئذ وأولاه أن يحمد خالقه ورازقه ومولاه على ما أسداه إليه من رفده وخيره ومعافاته مما ابتلي به كثير من غيره ويرضى بكل إيراد وإصدار تتصرف فيهما الأحكام الإلهية والأقدار فالدهر غدار والدنيا دار مشحونة بالأكدار والقضاء لا يرد ولا يصد ولا يغالب ولا يطالب والدائرات تدور ولا بد من نقص وكمال للبدور والعبد مطيع لا مطاع وليس يطاع إلا المستطاع وللخالق القدير جلت قدرته في خليقته علم غيب للأذهان عن مداه انقطاع ومالي والتكلف لما لا أحتاج إليه من هذا القول بين يدي ذي الجلالة والمجادة والفضل والطول فله من العقل الأرجح ومن الخلق الأسجح ما لا تلتاط معه تهمتي بصفره ولا تنفق عنده وشاية الواشي لا عد من نفره ولا فاز قدحه بظفره والمولى يعلم أن الدنيا تلعب باللاعب وتجر براحتها إلى المتاعب وقديما للأكياس من الناس خدعت وانحرفت عن وصالهم أعقل ما كانوا وقطعت وفعلت بهم ما فعلت بيسار الكواعب الذي جبت وجدعت ولئن رهصت وهصرت فقد نبهت وبصرت ولئن قرعت ومعضت ولقد أرشدت ووعظت ويا ويلنا من تنكرها لنا بمرة ورميها لنا في غمرة أي غمرة أيام قلبت لنا ظهر المجن وغيم أفقها المصمي وأدجن فسرعان ما عاينا حبالها منبته ورأينا منها ما لم نحتسب كما تقوم الساعة بغته فمن استعاذ من شيء فليستعذ مما صرنا إليه من الحور بعد الكور والانحطاط من النجد إلى الغور .
( فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا % إذا نحن فيهم سوقة نتنصف ) ( فتبا لدينا لا يدوم نعيمها % تقلب تارات بنا وتصرف ) .
وأبيها لقد أرهقتنا إرهاقا وجرعتنا من صاب الأوصاب كأسا دهاقا ولم نفزع إلى غير بابكم المنيع الجناب المنفتح حين سدت الأبواب ولم نلبس