@ 128 @ صلى الله عليه وسلم ( كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس ) وقوله أيضا ( لو اجتمع أهل السموات والأرض على أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يقضه الله عليك لم يقدروا عليه ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم فأخلق به أن يلوذ بأكناف الأحجام ويزم على نفث فيه كأنما الجم بلجام حينئذ نقول له والحق قد أبان وجهه وجلاه وقهره بحجته وعلاه ( ليس لك من الأمر شيئا ) ( قل إن الأمر كله لله ) وفي محاجة آدم وموسى ما يقطع لسان الخصم ويرخص عن أثواب أعراضنا ما عسى أن يعلق بها من دون الوصم وكيفما كانت الحال وإن ساء الرأي والانتحال ووقعنا في أوجال وأوحال فثل عرشنا وطويت فرشنا ونكس لوانا ومللت مثوانا فنحن أمثل من سوانا وما في الشر خيار ويد الألطاف تكسر من صولة الأغيار فحتى الآن لم نفقد من اللطيف تعالى لطفا ولا عدمنا أدوات أدعية تعطف بلا مهلة على جملتنا المقطوعة جمل النعم الموصولة عطفا وإلا فتلك بغداد دار السلام ومتبوأ الإسلام المحفوف بفرسان السيوف والأقلام مثابة الخلافة العباسية ومقر العلماء والفضلاء أولي السير الأويسية والعقول الأياسية قد نوزلت بالجيوش ونزلت وزوزلت بالزحوف وزلزلت وتحيف جوانبها الحيف ودخلها كفار التتار عنوة بالسيف ولا تسل إذ ذاك عن كيف أيام تجلت عروس المنية كاشفة عن ساقها مبدية وجرت الدماء في الشوارع والطرق كالأنهار والأودية وقيد الأئمة والقضاة تحت ظلال السيوف المنتضاة بالعمائم في رقابهم والأردية وللنجيع سيول تخوضها الخيول فتخضبها إلى أرساغها وتهم ظماؤها بوردها فتنكل عن تجرعها ومساغها فطاح عاصمها ومستعصمها وراح ولم يغد ظالمها ومتظلمها وخربت مساجدها وديارها واصطلم بالحسام أشرارها وخيارها فلم يبق من جمهور أهلها عين تطرف حسبما عرفت أو حسبما تعرف فلاتك متشككا متوقفا فحديث تلك الواقعة الشنعاء أشهر عند المؤرخين من قفا فأين تلك الجحافل والآراء المدارة في المحافل حين أراد الله تعالى بإدالة الكفر لم تجد ولا قلامة ظفر إذن من سلمت له نفسه