@ 100 @ وبها قوادنا وشيعتنا وحينئذ يظهر لنا ما يكون فما استتم اليهودي كلامه حتى انتظمه بالرمح رجل من بني مرين يقال له تيان وعبد الحق ينظر وقال وما زلنا في تحكم اليهود واتباع رأيهم والعمل بإشارتهم ثم تعاورته الرماح من كل جانب وخر صريعا لليدين والفم ثم قالوا للسلطان عبد الحق تقدم أمامنا إلى فاس فليس لك اليوم اختيار في نفسك فأسلم نفسه وانتهبت محلته وفيئت أمواله وحلت به الإهانة وجاءوا به إلى أن بلغوا عين القوادس خارج فاس الجديد فاتصل الخبر بأهل فاس وسلطانهم الحفيد فخرج إلى عبد الحق وأركبه على بغل بالبردعة وانتزع منه خاتم الملك وأدخله البلد في يوم مشهود حضره جمع كبير من أهل المغرب وأجمعوا على ذمه وشكروا الله على أخذه ثم جنب إلى مصرعه فضربت عنقه صبيحة يوم الجمعة السابع والعشرين من رمضان سنة تسع وستين وثمانمائة ودفن ببعض مساجد البلد الجديد ثم أخرج بعد سنة ونقل إلى القلة فدفن بها وانقرضت بمهلكه دولة بني عبد الحق من المغرب والبقاء لله وحده .
ونقل الثقات أن الشيخ أبا العباس أحمد زروق رحمه الله كان قد ترك الصلاة خلف الفقيه أبي فارس الورياكلي لما صدر منه في حق السلطان عبد الحق وكان يقول لا آمن الغندور على صلاتي يعيبه بذلك والغندور في لسان المغاربة ذو النخوة والإباية وما أشبه ذلك والله يتغمدنا والمسلمين برحمته آمين .
ولنذكر ما كان في هذه المدة من الأحداث فنقول .
في سنة سبع وثمانمائة توفي الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن علي بن صالح المكودي عالم فاس وأديبها ونحويها صاحب المقصورة وشرح