@ 99 @ $ مقتل السلطان عبد الحق بن أبي سعيد والسبب في ذلك $ .
ثم إن اليهودي عمد إلى امرأة شريفة من أهل حومة البليدة فقبض عليها والبليدة حومة بفاس قالوا وكانت بدار الكومى قرب درب جنيارة فأنحى عليها بالضرب ولما ألهبتها السياط جعلت تتوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم فحمى اليهودي وكاد يتميز غيظا من سماع ذكر الرسول وأمره بالإبلاغ في عقابها وسمع الناس ذلك فأعظموه وتمشت رجالات فاس بعضهم إلى بعض فاجتمعوا عند خطيب القرويين الفقيه أبي فارس عبد العزيز بن موسى الورياكلي وكانت له صلابة في الحق وجلادة عليه بحيث يلقي نفسه في العظائم ولا يبالي وقالوا له ألا ترى إلى ما نحن فيه من الذلة والصغار وتحكم اليهود في المسلمين والعبث بهم حتى بلغ حالهم إلى ما سمعت فنجع كلامهم فيه وللحين أغراهم بالفتك باليهود وخلع طاعة السلطان عبد الحق وبيعة الشريف أبي عبد الله الحفيد فأجابوه إلى ذلك واستدعوا الشريف المذكور فبايعوه والتفت عليه خاصتهم وعامتهم وتولى كبر ذلك أهل حومة القلقليين منهم ثم تقدم الورياكلي بهم إلى فاس الجديد فصمدوا إلى حارة اليهود فقتلوهم واستلبوهم واصطلموا نعمتهم واقتسموا أموالهم وكان السلطان عبد الحق يومئذ غائبا في حركة له ببعض النواحي قال في نشر المثاني خرج السلطان عبد الحق بجيشه إلى جهة القبائل الهبطية وترك اليهودي يقبض من أهل فاس المغارم فشد عليهم حتى قبض على امرأة شريفة وأوجعها ضربا وحكى ما تقدم فاتصل ببعد الحق الخبر وانفض مسرعا إلى فاس واضطرب عليه أمر الجند ففسدت نياتهم وتنكرت وجوههم وصار في كل منزلة تنفض عنه طائفة منهم فأيقن عبد الحق بالنكبة وعاين أسباب المنية ولما قرب من فاس استشار هارون اليهودي فيما نزل به فقال اليهودي له لا تقدم على فاس لغليان قدر الفتنة بها وإنما يكون قدومنا على مكناسة الزيتون لأنها بلدنا