@ 98 @ المذكور وصفا للسلطان عبد الحق أمره ورأى أن قد شفا نفسه من الوطاسيين ونقى بساط حضرته من قضضهم وأبرأ جسم ملكه من مرضهم والله غالب على أمره $ رياسة اليهوديين هارون وشاويل وما نشأ عن استبدادهما من المحنة والفتنة $ .
قالوا كان السلطان عبد الحق منذ أوقع ببني وطاس لم تسمح نفسه بإعطاء منصب الوزارة لأحد ثم نما إليه أن العامة وكثيرا من الخاصة قد نقموا عليه إيقاعه بالوطاسيين وأن أذنهم صاغية إلى محمد الشيخ صاحب آصيلا وكان قد استولى عليها بعد فراره حسبما نذكر وربما شافهه البعض منهم بذلك فولى عليهم اليهوديين المذكورين تأديبا لهم وتشفيا منهم زعموا فشرع اليهوديان في أخذ أهل فاس بالضرب والمصادرة على الأموال واعتز اليهود بالمدينة وتحكموا في الأشراف والفقهاء فمن دونهم وكان اليهودي هارون قد ولى على شرطته رجلا يقال له الحسين لا يألو جهدا في العسف واستلاب الأموال واستمر الحال على ذلك والناس في شدة .
وفي سنة سبع وستين وثمانمائة انتزع الإصبنيول جبل طارق من يد ابن الأحمر $ استيلاء البرتغال على طنجة $ .
ثم في سنة تسع وستين وثمانمائة استولى البرتغال على طنجة زحفوا إليها من سبتة في ألوف من العساكر واستولوا عليها واستمرت بأيديهم أكثر من مائتين وخمس سنين ثم بذلوها لطاغية النجليز سنة أربع وسبعين وألف في سبيل المهاداة والصهر الذي انعقد بينهما كما سيأتي