@ 84 @ مشهور بين أهلها وانتقل إلى بلده سلا وتوفي بها في السنة المذكورة قلت وقبره مشهور بها إلى الآن وعليه قبة صغيرة وهو من مزارات سلا خارج باب المعلقة منها عن يمين الخارج على نحو غلوة وأهل سلا يسمونه سيدي الإمام السلاوي رحمه الله ورضي عنه .
وفي سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة توفي الشيخ الإمام العارف المحقق الرباني أبو عبد الله محمد بن إبراهيم النفزي المعروف بابن عباد شارح الحكم العطائية وأحد تلامذة الشيخ ابن عاشر المذكور آنفا قال صاحبه وأخوه في الله الشيخ أبو زكرياء السراج في حقه ما نصه كان حسن السمت طويل الصمت كثير الوقار والحياء جميل اللقاء حسن الخلق والخلق على الهمة متواضعا معظما عند الخاصة والعامة نشأ ببلدة رندة على أكمل طهارة وعفاف وصيانة وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين ثم اشتغل بعد بطلب العلوم النحوية والأدبية والأصولية والفروعية حتى رأس فيها وحصل معانيها ثم أخذ في طريق الصوفية والمباحثة عن الأسرار الإلهية حتى أشير إليه وتكلم في علوم الأحوال والمقامات والعلل والآفات وألف فيها تآليف عجيبة وتصانيف بديعة غريبة وله أجوبة كبيرة في مسائل العلوم نحو مجلدين ودرس كتبا وحفظها كلها أو جلها إلى أن قال ولقي بسلا الشيخ الحاج الصالح السني الزاهد الورع أحمد بن عاشر وأقام معه ومع أصحابه سنين عديدة قال رحمه الله قصدتهم لوجدان السلامة معهم وتوفي رحمه الله بفاس بعد صلاة العصر من يوم الجمعة ثالث رجب من السنة المذكورة وحضر جنازته السلطان أبو العباس بن أبي سالم فمن دونه وهمت العامة بكسر نعشه تبركا به رحمه الله ورضي عنه .
ومن فوائده التي نقلها عن شيخه ابن عامر ما ذكره في رسائله قال كنت قد ما خرجت في يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم صائما إلى ساحل البحر فوجدت هنالك سيدي الحاج أحمد بن عاشر رحمه الله ورضي عنه وجماعة من