@ 83 @ الوقوف ببابه مرارا فما وصل إليه فبعث إليه بعض أولاده بكتاب كتبه إليه يستعطفه لزيارته ورؤيته فأجابه بما قطع رجاءه منه وأيأسه من لقائه فاشتد حزنه وقال هذا ولي من أولياء الله تعالى حجبه الله عنا اه ومناقب الشيخ ابن عاشر وكراماته كثيرة وقد ألف فيها أبو العباس بن عاشر الحافي من علماء سلا كتابه المسمى بتحفة الزائر في مناقب الشيخ ابن عاشر فانظره .
وفي سنة ست وسبعين وسبعمائة وهي السنة التي قتل فيها ابن الخطيب كان الجوع بالمغرب قال أبو العباس ابن الخطيب القسنطيني المعروف بابن قنفذ في كتابه أنس الفقير ما حاصله أنه رجع من هجرته بالمغرب الأقصى في السنة المذكورة إلى بلده قسنطينة فاجتاز في طريقه بتلمسان قال وفي هذه السنة كانت المجاعة العظيمة وعم الخراب المغرب فأقمت بتلمسان نحو شهر أنتظر تيسر سلوك الطريق فالتجأت إلى قبر الشيخ أبي مدين ودعوت الله عنده فوقع ما أملته وارتحلت بعد أيام يسيرة فرأيت في الطريق من الخير ما كان يتعجب منه من شاهده وكان أمر الطريق في الخوف والجوع بحيث أن كل من نقدم عليه يتعجب من وصولنا سالمين ثم عند ارتحالنا من عنده يتأسف علينا حتى أن منهم من يسمعنا ضرب الأكف خلفنا تحسرا علينا حتى انتهى سفرنا على وفق اختيارنا والحمد لله .
وفي سنة ثمان وسبعين وسبعمائة توفي الشيخ الفقيه المحدث أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن عمران الفنزاري السلاوي المعروف بابن المجراد صاحب لامية الجمل وشرح الدرر وغيرهما من التآليف الحسان قال صاحب بلغة الأمنية ومقصد البيت فيمن كان بسبتة في الدولة المرينية من مدرس وأستاذ وطبيب في حق الشيخ المذكور كان محدثا حافظا راوية له معرفة بالرجال والمغازي والسير وكان رجلا صالحا حسن السيرة صادق اللهجة انتفع به الناس وظهرت بركته على كل من عرفه أو لازم مجلسه أو قرأ عليه من صغير أو كبير قال وذلك عندنا معروف بسبتة