@ 129 @ بمصر قد يكون نظره شاملا لجميع بلاد المغرب حسبما نقف عليه فاعرف هذه الجملة ولتكن منك على بال .
وأما حال البربر بعد الإسلام فيعرف من أخبار الولاة التي نسردها الآن وبالله التوفيق $ ولاية عمرو بن العاص رضي الله عنه وفتحه برقة وطرابلس $ .
لما كانت خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفتح عمرو بن العاص مصر والإسكندرية وفرغ منها سار في سنة إحدى وعشرين من الهجرة إلى برقة وكانت تسمى في القديم إنطابلس فصالحه أهلها على الجزية ثم سار بعدها إلى طرابلس فحاصرها شهرا وكانت مكشوفة السور من جانب البحر وسفن الروم في مرساها فحسر الماء في بعض الأيام وانكشف أمرها لبعض المسلمين المحاصرين لها فاقتحموا البلد فيما بين البحر والبيوت فلم يكن للروم ملجأ إلا سفنهم وارتفع الصياح فأقبل عمرو بعساكره فدخل المدينة ولم يفلت الروم إلا بما خف في المراكب ثم عطف عمرو رضي الله عنه على مدينة صبرة وكانوا قد أمنوا بمنعة طرابلس واشتغال المسلمين بحصارها فصبحهم في جيش المسلمين واقتحمها عليهم عنوة وكمل الفتح ورجع عمرو إلى برقة فصالحه أهلها على ثلاثة عشر ألف دينار جزية وكان أكثر أهل برقة لواته وهم بنو لوي الأكبر وأكثر أهل طرابلس وصبرة نفوسة وكلتا القبيلتين من البتر .
ولما فرغ عمرو رضي الله عنه من أمر طرابلس وما معها استأذن عمر بن