@ 130 @ الخطاب رضي الله عنه في التقدم إلى إفريقية فمنعه وقال تلك المفرقة وليست بإفريقية أو كلاما هذا معناه فامتثل وعاد إلى مصر فكان عمرو بن العاص أول أمير للمسلمين وطئت خيله أرض المغرب لكنه لم يصل إلى إفريقية ولا كان من البرابر إسلام غير أن صاحب كتاب الجمان نقل أنه لما كانت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه واستفتحت مدينة مصر وكان عليها عمرو بن العاص قدم عليه ستة نفر من البربر محلقين الرؤوس واللحى فقال لهم عمرو من أنتم وما الذي جاء بكم قالوا رغبنا في الإسلام فجئنا له لأن جدودنا قد أوصونا بذلك فوجههم عمرو إلى عمر رضي الله عنه وكتب إليه بخبرهم فلما قدموا عليه وهم لا يعرفون لسان العرب كلمهم الترجمان على لسان عمر فقال لهم من أنتم قالوا نحن بنو مازيغ فقال عمر لجلسائه هل سمعتم قط بهؤلاء فقال شيخ من قريش يا أمير المؤمنين هؤلاء البربر من ذرية بر بن قيس بن عيلان خرج مغاضبا لأبيه وإخوته فقالوا بر بر أي أخذ البرية فقال لهم عمر رضي الله عنه ما علامتكم في بلادكم قالوا نكرم الخيل ونهين النساء فقال لهم عمر ألكم مدائن قالوا لا قال ألكم أعلام تهتدون بها قالوا لا قال عمر والله لقد كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فنظرت إلى قلة الجيش وبكيت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا عمر لا تحزن فإن الله سيعز هذا الدين بقوم من المغرب ليس لهم مدائن ولا حصون ولا أسواق ولا علامات يهتدون بها في الطرق ) ثم قال عمر فالحمد لله الذي من علي برؤيتهم ثم أكرمهم ووصلهم وقدمهم على من سواهم من الجيوش القادمة عليه وكتب إلى عمرو بن العاص أن يجعلهم على مقدمة المسلمين وكانوا من أفخاذ شتى اه والله أعلم