@ 127 @ $ القول في تحديد المغرب وذكر حال البربر بعد الإسلام $ .
اعلم أن لفظ المغرب يطلق في عرف أهله على ناحية من الأرض معروفة بعينها حدها من جهة مغرب الشمس البحر المحيط المعروف بالكبير ومن جهة مشرق الشمس بلاد برقة وما خلفها إلى الإسكندرية ومصر فبرقة خارجة عن بلاد المغرب بهذا الاعتبار وبلاد طرابلس وما دونها إلى جهة البحر المحيط داخلة فيه وحدها من جهة الشمال البحر الرومي المفرع عن المحيط ويعرف هذا الرومي بالصغير ومن جهة الجنوب جبال الرمل الفاصلة بين بلاد السودان وبلاد البربر وتعرف عند العرب الرحالة هنالك بالعرق .
ثم هذا المغرب يشتمل على ثلاث ممالك مملكة إفريقية وهي المغرب الأدنى وقاعدتها في صدر الإسلام مدينة القيروان وفي هذا العصر مدينة تونس وسمي أدنى لأنه أقرب إلى بلاد العرب ودار الخلافة بالحجاز ثم بعد إفريقية مملكة المغرب الأوسط وقاعدتها تلمسان وجزائر بني مزغنة وهذه المملكة اليوم في يد فرنج إفرانسة ملكوها في سنة ست وأربعين ومائتين وألف وأهلها مسلمون ثم بعد ذلك مملكة المغرب الأقصى وسمي الأقصى لأنه أبعد الممالك الثلاث عن دار الخلافة في صدر الإسلام وحد هذا الأقصى من جهة المغرب البحر المحيط ومن جهة المشرق وادي ملوية مع جبال تازا ومن جهة الشمال البحر الرومي ومن جهة الجنوب جبل درن قاله ابن خلدون .
وفي تقسيم الفرنج أن المغرب الأقصى يشتمل على خمس عمالات عمالة فاس وعمالة مراكش وعمالة السوس وعمالة درعة وعمالة تافيلالت ودار الملك به تارة فاس وتارة مراكش وهو في الأغلب ديار المصامدة