@ 126 @ بلادهم ورعاياهم وكان الفرنج مجاورين للبربر في المغرب الأدنى والقوط مجاورين لهم في الأقصى ليس بينهم وبينهم إلا خليج البحر فحملوا أهل السواحل منهم على الأخذ بذلك الدين فدانوا به أيضا ونظر القياصرة يومئذ منسحب عن الجميع وأمرهم نافذ في الكل واستمر الحال على ذلك حتى جاء الله بالإسلام وأظهره على الدين كله فدانت به البربر على ما نذكره إن شاء الله فلهذا السبب كان كسيلة الأوربي ويليان الغماري وغيرهما من كبار البربر نصارى .
وقال ابن خلدون كان للبربر في الضواحي وراء ملك الأمصار المرهوبة الحامية ما شاء الله من قوة وعدة وعدد وملوك ورؤساء وأقيال وأمراء لا يرامون بذل ولا تنالهم الروم والفرنج في ضواحيهم تلك بمسخطة ولا إساءة ثم قال وكانوا يؤدون الجباية لهرقل ملك القسطنطينية كما كان المقوقس صاحب مصر والإسكندرية وبرقة يؤدي الجباية له وكما كان صاحب طرابلس ولبدة وصبرة وصاحب صقلية وصاحب الأندلس من القوط لما كان الروم قد غلبوا على هؤلاء الأمم أجمع وعنهم أخذوا دين النصرانية وكان الفرنجة هم الذين ولوا أمر إفريقية ولم تكن للروم فيها ولاية وإنما كان كل من كان منهم بها جند للفرنج ومن حشودهم وما يسمع في كتب الفتح من ذكر الروم في فتح أفريقية فمن باب التغليب لأن العرب يومئذ لم يكونوا يعرفون الفرنج وما قاتلوا في الشام إلا الروم فظنوا أنهم هم الغالبون على أمم النصرانية فإن هرقل هو ملك النصرانية كلها فغلبوا اسم الروم على جميع أمم النصرانية ونقلت الأخبار عن العرب كما هي فجرجير المقتول عند الفتح من الفرنج وليس من الروم وكذا الأمة الذين ماتوا بإفريقية غالبين على البربر ونازلين بمدنها وحصونها كانوا من الفرنجة اه