@ 198 @ نفس ولا نبض للفتنة ولا أغفل للدين حق فاستند النقل إلى نصه ولم يعدم من فقيدنا غير شخصه وبادرنا إلى مخاطبة البلاد نمهدها ونسكنها ونقرر الطاعة في النفوس ونمكنها وأمرنا الناس بها بكف الأيدي ورفع التعدي والعمل من حفظ شروط المسالمة المعقودة بما يجدي من شره منهم للفرارا عاجلناه بالإنكار وصرفنا على النصارى ما أوصاه مصحبا بالإعتذار وخاطبنا صاحب قشتالة نرى ما عنده في صلة السلم إلى أمدها من الأخبار واتصلت بنا البيعات من جميع الأقطار وعفى على حزن المسلمين بوالدنا ما ظهر عليهم بولايتنا من الإستبشار واستبقوا تطير بهم أجنحة الإبتدار جعلنا الله تعالى ممن قابل الحوادث بالإعتبار وكان على حذر من تصاريف الأقدار واختلاف الليل والنهار وأعاننا على إقامة دينه في هذا الوطن الغريب المنقطع بين العدو الطاغي والبحر الزخار وألهمنا من شكره ما يتكفل بالمزيد من نعمه ولا قطع عنا عوائد كرمه وإن فقدنا والدنا فأتم لنا من بعده الوالد والذخر الذي تكرم منه العوائد و الحب يتوارث كما ورد في الأخبار التي صحت منها الشواهد ومن أعد مثلكم لبنيه فقد تيسرت من بعد الممات أمانيه وتأسست قواعد ملكه وتشيدت مبانيه فالإعتقاد الجميل موصول والفروع لها في التشيع إليكم أصول وفي تقرير فخركم محصول وأنتم ردء المسلمين بهذه البلاد المسلمة الذي يعينهم بإرفاده وينصرهم بإنجاده ويعامل الله تعالى فيها بصدق جهاده وعندما استقر هذا الأمر الذي تبعت المحنة فيه المنحة وراقت من فضل الله تعالى ولطفه فيه الصفحة وأخذنا البيعة من أهل حضرتنا بعد استدعاء خواصهم وأعيانهم وتزاحمت على رقها المنشور خطوط أيمانهم وتأصلت قواعد ألفاظها ومعانيها في قلوبهم وآذانهم وضمنوا الوفاء بما عاهدوا الله عليه وقد خبر سلفنا والحمد لله وفاء ضمانهم بادرنا تعريف مقامكم الذي نعلم مساهمته فيما ساء وسر أحلى وأمر عملا بمقتضى الخلوص الذي ثبت واستقر والحب الذي ما مال يوما ولا أزور وما أحق تعريف مقامكم بوقوع هذا الأمر المحذور وانجلاء ليله عن صبح الصنع البادي السفور وإن كنا قد خاطبنا من خدامكم من يبادر إعلامكم بالأمور إلا