@ 199 @ أنه أمر له ما بعده وحادث يأخذ حده ونبعث إلى بابكم من شاهد الحال ما بين وقوعها إلى استقرارها رأي العيان وتولى تسديد الأمور بأعماله الكريمة ومقاصده الحسان ليكون أبلغ في البر وأشرح للصدر وأوعب للبيان فوجهنا إليكم وزير أمرنا وكاتب سرنا الفقيه الأجل أبا عبد الله محمد بن الخطيب وألقينا إليه من تقرير تعويلنا على ذلك المقام الأسنى واستنادنا من التشيع إليه إلى الركن الوثيق المبني ما نرجو أن يكون له فيه المقام الأغنى والثمرة العذبة المجني فلاهتمامه بهذا الغرض الأكيد الذي هو أساس بنائنا وقامع أعدائنا آثرنا توجيهه على توفر الاحتياج إليه ومدار الحال عليه والمرغوب من أبوتكم المؤملة أن يتلقاه قبولها بما يليق بالملك العالي والخلافة السامية المعالي والله عز وجل يديم أيامكم لصلة الفضل المتوالي ويحفظ مجدكم من غير الأيام والليالي وهو سبحانه يصل سعدكم ويحرس مجدكم ويوالي نصركم وعضدكم والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته اه .
وللسلطان الغني بالله هذا مع السلطان أبي عنان رحمهما الله مراسلات عديدة ومكاتبات مديدة قد ذكر صاحب نفح الطيب منها جملة وافرة مع التنبيه على أسبابها فانظرها فيه إن شئت وأكرم السلطان أبو عنان الوزير ابن الخطيب في هذه الوفادة وغيرها إكراما بليغا ولما انصرف عنه مدحه بقصيدة طويلة طنانة يقول في أولها .
( أبدى لداعي الفوز وجه منيب % وأفاق من عذل ومن تأنيب ) .
ويقول في أثنائها .
( يا ناصر الدين الحنيف وأهله % إنضاء مسغبة وفل خطول ) .
( حقق ظنون بنيه فيك فإنهم % يتعللون بوعدك المرقوب ) .
( ضاقت مذاهب نصرهم فتعلقوا % بجناب عز من علاك رحيب ) .
( ودجا ظلام الكفر في آفاقهم % أو ليس صبحك منهم بقريب ) .
( فانظر بعين العز من ثغر غدا % حذر العدا يرنو بطرف مريب ) .
( نادتك أندلس ومجدك ضامن % ألا يخيب لديك ذو مطلوب ) وهي طويلة