@ 197 @ الدفع وشرح مجملها وإن اخرس اللسان هولها وأسلم العبارة قوتها وحولها إنه رضي الله تعالى عنه لما برز لإقامة سنة هذا العيد مستشعرا شعار كلمة التوحيد مظهرا سمة الخضوع للمولى الذي تضرع بين يديه رقاب العبيد آمنا بين قومه وأهله متسربلا في حلل نعم الله تعالى وفضله قرير العين باكتمال عزه واجتماع شمله قد احترس بأقصى استطاعته واستظهر بخلصان طاعته والأجل المكتوب قد حضر والإرادة الإلهية قد أنفذت القضاء والقدر وسجد بعد الركعة الثانية من صلاته أتاه أمرالله لميقاته على حين الشباب غض جلبابه والسلاح زاخر عبابه والدين بهذا القطر قد أينع بالأمن جنابه وأمر من يقول للشيء كن فيكون قد بلغ كتابه ولم يرعه وقد اطمأنت بذكر الله تعالى القلوب وخلصت الرغبات إلى فضله المطلوب إلا شقي قيضه الله تعالى لسعادته غير معروف ولا منسوب وخبيث لم يكن بمعتبر ولا محسوب تخلل الصفوف المعقودة وتجاوز الأبواب المسدودة وخاض الجموع المشهودة والأمم المحشورة إلى طاعة الله المحشودة لا تدل العين عليه شارة ولا بزة ولا تحمل على الحذر من مثله أنفه ولا عزة وإنما هو خبيث ممرور وكلب عقور وحية سمها وحي محذور وآلة مصرفة لينفذ بها قدر مقدور فلما طعنه وأثبته وأعلق به شرك الحين فما أفلته قبض عليه من الخلصان الأولياء من خبر ضميره وأحكم تقريره فلم يجب عند الاستفهام جوابا يعقل ولا عثر على شيء عنه ينقل لطفا من الله أفاد براءة الذمم وتعاورته للحين أيدي التمزيق واتبع شلوه بالتحريق واحتمل مولانا الوالد رحمه الله إلى القصر وبه ذماء لم يلبث بعد الفتكة العمرية إلا أيسر من اليسير وتخلف الملك ينظر من الطرف الحسير وينهض بالجناح الكسير وقد عاد جمع السلامة إلى جمع التكسير إلا أن الله تعالى تدارك هذا القطر الغريب أن أقامنا مقامه لوقته وحينه ورفع عماد بناء ملكه ولم شعث دينه وكان جميع من حضر المشهد من شريف الناس ومشروفهم وأعلامهم ولفيفهم قد جمعه ذلك الميقات وحضر الأولياء الثقات فلم تختلف علينا كلمة ولا شذت منهم عن بيعتنا نفس مسلمة ولا أخيف بري ولا حذر جري ولا فرى فري ولا وقع لبس ولا استوحشت