@ 196 @ السائر من إجلاله وشكر خلاله على لاحب طرقه المستضيء في ظلمة الخطب بنور أفقه الأمير عبد الله محمد بن أمير المسلمين أبي الحجاج ابن أمير المسلمين أبي الوليد بن فرج بن نصر سلام كريم بر عميم يخص مقامكم الأعلى ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد حمد الله الذي لاراد لأمره ولا معارض لفعله مصرف الأمر بقدرته وحكمته وعدله الملك الحق الذي بيده ملاك الأمر كله مقدر الآجال والأعمار فلا يتأخر شيء عن ميقاته ولا يبرح عن محله جاعل الدنيا مناخ نقله لا يغتبط العاقل بمائة ولا بظله وسبيل رحلة فما أكثب ظعنه من حله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد صفوة خلقه وخيرة أنبيائه وسيد رسله الذي نعتصم بسببه الأقوى ونتمسك بحبله ونمد يد الافتقار إلى فضله ونجاهد في سبيله من كذب به أو حاد عن سبله ونصل إليه ابتغاء مرضاته ومن أجله والرضا عن آله وأحزابه وأنصاره وأهله المستولين من ميدان الكمال على خصله والدعاء لمقامكم الأعلى بعز نصره ومضاء فضله فإنا كتبناه إليكم كتب الله تعالى لكم وقاية لا تطرق الخطوب حماها وعصمة ترجع عنها سهام النوائب كلما فوقها الدهر ورماها وعناية لا تغير الحوادث اسمها ولا مسماها وعزا يزاحم أجرام الكواكب منتماها من حمراء غرناطة حرسها الله تعالى ونعم الله سبحانه تتواتر لدينا دفعا ونفعا وألطافه نتعرفها وترا وشفعا ومقامكم الأبوي هو المستند الأقوى والمورد الذي ترده آمال الإسلام فتروي وتهوي إليه أفئدتهم فتجد ما تهوى ومثابتكم العدة التي تأسست مبانيها على البر والتقوى وإلى هذا وصل الله تعالى سعدكم وأبقى مجدكم فإنا لما نعلم من مساهمة مجدكم التي يقتضيها كرم الطباع وطباع الكرم وتدعو إليها ذمم الرعي ورعي الذمم نعرفكم بعد الدعاء لملككم بدفاع الله تعالى عن إرتقائه وامتاع المسلمين ببقائه بما كان من وفاة مولانا الوالد نفعه تعالى بالسعادة التي ألبسه حلتها والشهادة التي في أعمالها الزكية كتبها والدرجة العالية التي حتمها له وأوجبها وبما تصير لنا من أمره وضم بنا من نشره وسدل على من خلفه من ستره وإنها لعبرة لمن ألقى السمع وموعظة تهز الجمع وترسل الدمع وحادثة أجمل الله تعالى فيها